د. ميسرة عبدالله: متحف الفسطاط هو الوحيد في مصر الذي يعرض مقتنيات لايزال أصحابها على قيد الحياة

حوار: حبيبة إيهاب

البحث في جذور وأصول الحضارة المصرية مهمة صعبة جدا، فالسبعة آلاف سنة التي نعرفها ما هي إلا الثواني الأخيرة في عمر هذه الحضارة العريقة، وربما نندهش أكثر عندما نعلم أن وجود الإنسان على أرض مصر يعود لنحو 2.5 مليون سنة! وأن هناك مقتنيات نادرة لأدوات تعود لهذا العصر الحجري القديم جدا من عمر البشر على  الكوكب.. لذلك مقولة “مصر جاءت أولا ثم جاء التاريخ” هي مقولة واقعية جدا.. من هنا جاءت فكرة إنشاء المتحف القومي للحضارة لتسجيل الدور التاريخي للمصريين في مسيرة الإنسان على الأرض، وهو ما سعينا لمعرفته من خلال حوارنا التالي مع واحد من أهم علماء المصريات وهو د. ميسرة عبدالله، أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة، ونائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة، حيث استقبلنا بترحاب شديد في مكتبه ومنحنا فرصة تاريخية لجولة شاملة بين قاعات المتحف المختلفة.. في السطور التالية سألناه عن أصل الحضارة المصرية القديمة وعمرها الحقيقي وأسرار اللغة المصرية القديمة ونظريات بناء الهرم وأسئلة كثيرة جدا وإجابات مدهشة.. فكان هذا الحوار:

كيف جاءت فكرة إنشاء المتحف القومي الحضارة؟ وما الذي يمكن أن يضيفه للحضارة المصرية؟

المتحف القومي للحضارة، كمؤسسة ثقافية، بدأت فكرتها عام 1980، عندما تقدمت مصر بمقترح لمنظمة اليونسكو لإنشاء متاحف ذات طبيعة متخصصة، وبالفعل تم وضع مخطط لمتحفين هما متحف النوبة في أسوان وتم افتتاحه عام 1997، ووضع مخطط للمتحف القومي للحضارة، وهو متحف لا يعرض التسلسل التاريخي للملوك والحكام القدماء ولكنه يعرض إسهام المصريين في تطور الحضارة والجنس البشري. ولذلك هو متحف ذو طبيعة خاصة، وهذا المتحف يتميز بفكرة الاستمرارية، فهو يعرض لتسلسل التطور الحضاري على أرض مصر في العصور ما قبل التاريخ أي منذ حوالي 2.5 مليون سنة حتى العصر الحديث، وحتى الآن هو المتحف الوحيد في مصر الذي يعرض مقتنيات لايزال أصحابها على قيد الحياة، فنحن عندنا آثار ما قبل التاريخ وفرعوني ويوناني ومسيحي وإسلامي وفاطمي ومملوكي وعصر محمد علي وإسماعيل، ومقتنيات لفنانين من القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وفنانين لا يزالون أحياء.

كيف اخترت أغاني موكب المومياوات وطريق الكباش؟ وهل كانت هناك نصوص غنائية مصرية قديمة قمت بترجمتها؟

احتفالات طريق الكباش كان يتم تنظيمها بالفعل في مصر القديمة، وموكب المومياوات كان هدفه تكريم ملوك مصر القديمة، لكننا ليس لدينا أغاني مكتوبة على المقابر الملكية، وبالتالي حتى نضع أغاني لهذا الموكب تم اختيار عدد من الأناشيد التي كان تقديمها للإلهة إيزيس في الضفة الغربية للاقصر بالقرب من وادي الملوك، وهذه الأناشيد كانت تمدح الملك وأعماله وفضائله تحت رعاية الإلهة إيزيس. ولذلك وجدنا أن هذه الكلمات هي الأكثر قربا للحدث. وهذه الكلمات موجودة على معبد اسمه معبد “دير شلويط” بالأقصر، وهو يعود للعصر البطلمي، يعني القرن الثالث قبل الميلاد، أما طريق الكباش فهو عيد سنوي، وكان يحتفل به المصريون القدماء، منذ حوالي 3600 سنة بموكب كبير يتحرك من معبد الكرنك لمعبد الأقصر، وكانت له أغاني وأناشيد خاصة مكتوبة على معبد الكرنك ومكتوبة على معبد الأقصر، ولهذا تم اختيار الأغاني الفعلية في كل مرحلة بمراحله بداية من معبد الكرنك وهي أغاني الخروج إلى أن يتم الوصول إلى معبد الأقصر.

في البداية.. ما رأيك في التأريخ للحضارة المصرية بأنها حضارة الـ 7 آلاف عام؟ وهل هناك ما يدل على أن حضارتنا أو أن وجودنا الحضاري أقدم من هذا التاريخ؟

في الحقيقة مقولة “سبعة آلاف سنة” فيها ظلم كبير للحضارة المصرية، وهذه الجملة بدأت تتردد في أذهان العالم مع دخول الحملة الفرنسية أرض مصر، وفي ذلك الوقت أصبحت المقولة عبارة عن دلالة أو إعلان عن مصر ولكن السبعة آلاف سنة في الواقع تمثل آخر ثواني من تاريخ الحضارة المصرية، وحتى ندرك هذه الحقيقة يجب أن نعرف أن ظهور الإنسان على الكرة الأرضية يتراوح ما بين ثلاثه مليون وخمسمائة ألف سنة إلى 4 مليون سنة، وهذا التواجد الإنساني ظهر عندنا في وسط أفريقيا أي في القرن الأفريقي، ولكن بدأت هجرات الإنسان من قلب أفريقيا منذ حوالي اثنين ونص مليون سنة متجهة إلى الشمال، وهذا الاتجاه جاء بحثا عن الطعام والشراب، وبالتالي فقد قصدوا الأرض المصرية وما يدل على ذلك أننا عثرنا على أقدم أدوات حجرية في مصر للإنسان البدائي، وهي معروضة في المتحف القومي للحضارة،  وعمرها يصل إلى اثنين مليون وثلاثمائة ألف سنة، وهو ما يدل على التواجد الإنساني علي الأرض المصرية في هذه الصعور السحيقة، وهو ما يؤكد على أن مصر هي الطريق أو المعبر الذي عبرت عليه السلالات البشرية للجنس الإنساني من قلب أفريقيا إلى أنحاء العالم، وهذا العبور لم يكن يحدث إلا عن طريقين: طريق باب المندب في البحر الأحمر، وطريق صحراء سيناء، ومع مرور الوقت بدأت تتكون مجتمعات على الأرض المصرية، ويُقدر تواجدها على الأرض كمجتمعات تعيش مع بعضها في شكل أسر وعائلات وجماعات وقبائل منذ حوالي 120 ألف سنة، والمصريون الذين عاشوا في هذا الزمن البعيد استطاعوا منذ حوالي90,000 سنة اكتشاف النار ومعرفة طرق إشعالها، وطريقة إشعال النار غيرت من شكل وطبيعة الحياة ولهذا بدأت المجتمعات تكون وتنشأ بمرور الوقت، وقد توصلنا إلى حرفة الرعي ثم بعد ذلك حرفة الزراعة منذ حوالي 9 آلاف سنة، وبالتالي بدأ الاستقرار والتواجد على ضفتي نهر النيل، ولذلك 7000 سنة هي مدة قصيرة جداً من عمر الإنسان على أرض مصر.

لماذا يقولون إن اللغة المصرية القديمة هي لغة مكتوبة وليست منطوقة؟

هذا يرجع لعجز علماء الآثار الأوائل عن قراءة كل العلامات. فبالتالي هم كانوا يرون علامات لكنهم عاجزون عن نطقها، وبالتالي اعتقد أنها كتابة فقط، لكن الصحيح أن أي كتابة يمكن قراءتها بشكل صوتي، لكن العلامات لا يقرأها غير المتخصصين، وهناك مشكلة أخرى وهي أن اللغة المصرية القديمة تضم 6500 علامة، ومن الصعب حفظ كل هذه العلامات، بالإضافة لذلك الكتابة المصرية القديمة فيها مشكلة خطيرة جدا، وهي أن تشكيل الكلمات وضبط الكلمات “ضمة وفتحة وكسرة” لا يظهر في الكتابة. فالمصريون القدماء لم يكونوا في حاجة للكتابة بالتشكيل من منطلق أنها لغتهم، فمثلا نحن نقف أحيانا عاجزين عن قراءة بعض الكلمات او التفريق ما بينها مثل “عنق – عرق – عبق”. وهناك عائلات قبطية محدودة جدا في مصر تتحدث اللغة المصرية القديمة ويتم توارثها من جيل لآخر، لكنهم لا يتحدثون باللغة المصرية القديمة وإنما يتكلمون باللغة القبطية واللغة القبطية هي آخر مراحل اللغة المصرية القديمة.  

ما آخر النظريات الحديثة حول بناء الأهرامات؟ وهل توصل العلماء للغز البناء؟

الهرم كمعجزة هندسية هو أدق مبنى معماري على وجه الأرض، ولذلك هو لم يخضع لتصميم مهندس واحد. فهو عبارة عن مؤسسة هندسية كانت قائمة على الإشراف على هذا المشروع، لذلك فإن جميع النظريات المطروحة لبناء الهرم الأكبر هي مجرد وجهات نظر، لكن هناك نظريات مقبولة، وأخرى غير منطقية في بناء الهرم، وكل هذه النظريات تفتقد لشيء واحد وهو أننا نفتقد لأي وثيقة من مصر القديمة يمكن أن تقول لنا أي نظرية يمكن أن تكون صحيحة، ولذلك ستظل طريقة البناء لغزا كبيرا، لكن لايزال الهرم هو أدق مبنى معماري على وجه الأرض حتى الآن.

ما تعليقك على من يقولون أن بناة الأهرام ليسوا مصريين?

هذا الكلام لا يقتصر على الهرم الأكبر فقط، فالحضارة المصرية القديمة نُسبت لكل شعوب الأرض عدا المصريين، وكأن العالم استكثر علينا أن نبني حضارتنا لدرجة أنهم نسبوها للكائنات الفضائية، لكن حتى نفهم كيف تم بناء الأهرامات? أستطيع التأكيد أن الهرم الأكبر استغرق حوالي 500 سنة من التجارب، ولذلك هناك أهرامات كثيرة قبله، وهناك أيضا مشروعات هندسية قبله تعلم من خلالها المصريون كيفية البناء. وما يؤكد أن بناة الهرم هم المصريون أسماء العمال والبرديات التي تشرح مكان إحضار الأحجار والمحاجر التي كتبوا فيها إنهم قطعوا منها الحجارة لبناء الهرم، أيضا حول الهرم مدفون الموظفين والمهندسين والعائلة المالكة والأمراء الذين شاركوا في عملية بناء الهرم، لكن هذا الكلام مردود عليه بسهولة “أن الحضارة المصرية هي ملك للبشرية .. لكن الآثار المصرية هي ملك للمصريين”.

كيف نشأت اللغة المصرية القديمة؟ ومتى بدأ المصري القديم في تدوين هذه اللغة على الجدران؟

اللغة المصرية القديمة مثل أي لغة في العالم، فمن الصعب جدا أن نرصد بدايتها، ولكن المؤكد أن من عاشوا في عصور ما قبل التاريخ على الأقل منذ 100,000 سنة تقريبا، هؤلاء الناس لابد أنه كانت عندهم وسيلة من التواصل والاتصال بينهم وبين بعضهم بعضا، وهذه الوسيلة اتفقوا فيها على أن الأصوات التي يخرجها الإنسان تستطيع أن تعبر عن مسميات الأشياء، وبالتالي تتطور هذه الأصوات ما بين المجموعات التي تعيش مع بعضها لتصبح لغة مستقرة يتحدث بها الناس، ومن هنا بدأت فكرة أنه من المؤكد أن المصريين الذين عاشو على ضفاف نهر النيل في العصر الحجري الحديث على الأقل منذ 20,000 سنة هؤلاء الناس قد وصلوا إلى مرحلة أن اللغة مستقرة وقوية ومنتشرة على امتداد الأرض المصرية، وهذه كانت البداية الأولى لهذه اللغة، ثم حدث بينهم وبين بعضهم بعضاً اندماج واتصال جعل هؤلاء الناس جميعا يتفقون على قواعد اللغة، لكن كانت الإشكالية في الكتابة التي يعبر بها الناس عن اللغة، لأن الكتابة هي الشكل المرئي للأصوات، وحتى يعبر عن الأصوات لجأ إلى الطبيعة، وأخذ من مسميات الأشياء الحرف الأول من كل اسم، وبالتالي يعبر بها عن الحروف، ولذلك الحروف المصرية القديمة هي علامات تعبر عن الأصوات.

ما هي حدود التداخل ما بين اللغة المصرية القديمة واللغة العربية؟ وما هي عدد المفردات المشتركة بينهما تقريبا؟

اللغة المصرية القديمة واللغة العربية يمكن اعتبارهم “أولاد عم” إن جاز التعبير، فالنطاق الجغرافي الذي تتواجد فيه اللغة المصرية القديمة والذي عاش فيه المصريون، اشتركت فيه مجموعة من الحضارات والثقافات وكان أصحابها يتحدثون بعدد من اللغات المختلفة، ولكن أصلها واحد، وهذه اللغات نسميها مجموعة اللغات السامية الغربية و لها مسمى آخر وهو اللغات الأفروآسيوية، واللغات الأفروآسيوية تشمل اللغة العربية، واللغة المصرية القديمة، واللغة العبرية، واللغة الكنعانية، واللغة الفينيقية، واللغة الأكازية، وهذه اللغات كلها متفقة ما بين بعضها في البناء النحوي، وجميع هذه اللغات فيها مذكر ومؤنث ومفرد ومثنى وجمع، وفيها أدوات تعريف، وفيها صفة تتبع الموصوف، وفيها تذكير وتأنيث، وفيها صياغة العطف والحال والبدل وما شابه ذلك، ولهذا الاتفاق ليس فقط ما بين اللغة المصرية القديمة واللغة العربية، بل بالعكس ما بين كل لغات المنطقة التي كانت موجودة في العالم القديم، وحتى نحصر عدد الكلمات المشتركة بين اللغة المصرية القديمة واللغة العربية، فإن هذا الحصر لن يكون دقيقا، ولكن الكلمات المشتركة والمتفق عليها حتى الآن تخطت أربعة آلاف كلمة صوتاً ومعنى.

بعد الفتح الإسلامي لمصر.. متى استطاعت اللغة العربية أن تطغى على لسان المصريين لتحل محل اللغة القديمة؟

اللغة المصرية القديمة مرت بمراحل كثيرة جدا، وهذه المراحل لم يكن للسياسة وتغير الدول والحكام فيها تأثير كبير، إنما تطور العصر هو الذي أدى إلى تطور اللغة في “الجرامر”، واللغة المصرية القديمة كان يتكلمها المصريون القدماء بالفصحى ملتزمين بالقواعد النحوية خلال العصر الفرعوني إلى عصر الملك إخناتون أو لغاية الأسرة الثامن عشر، ولكن في نهاية الأسرة الثامنة عشر بدأ المصريون يكتبون بالعامية في المعاملات اليومية، وقبل ذلك كانو يكتبون بالفصحى ويتحدثون بالعامية، لكن مع الدولة الحديثة أصبحوا يكتبون بالعامية ويتحدثون بالعامية إلا في الصلوات الدينية، فكان يجب أن يتلون التراتيل بالفصحى، وظل هذا الوضع قائما إلى أن دخل اليونان مصر، وعندما دخل اليونان مصر، وصل عدد العلامات الهيروغليفية إلى ستة آلاف علامة، وكان عددها ضخمة جدا، لذلك اتجه الناس لكتابة الحروف واللغة المصرية القديمة بالحروف اليونانية، ويضيفون إليها الأصوات التي لم تكن موجودة في اللغة اليونانية. ومن هنا ظهرت اللغة القبطية، وهي اللغة المصرية القديمة العامية المكتوبة بحروف يونانية، وهي التي لاتزال تستخدم حتى الآن في الكنائس، وظلت تستخدم اللغة اليونانية القديمة واللغة المصرية إلى أن جاء الفتح العربي، وكان يحدث خليط ما بين اللغات: اللغة المصرية القديمة بشكلها الجديد في اللغة اليونانية، واللغة اليونانية في هذا الوقت كانت لغة المثقفين، وكان عندنا اللغة الفرنسية واللغة العبرية عندما كنا تحت سيطرة الرومان، أما العرب فعندما دخلوا في عهد الخليفة عبدالملك ابن مروان، فقد تم تعريب الدواوين أو إدارات الحكومة في القرن الثامن الميلادي، وهذا التعريب كان مهما بالنسبة لإدارة الدولة، وبالتالي أصبحت كل الوثائق المصرية تكتب بالعربية، وكان هذا دافعا لتعلم اللغة العربية على الأقل لدى الموظفين، وبمرور الوقت أصبحت اللغة العربية هي لغة الإدارة والحكم. ثم أصبحت هي اللغة الأساسية في التعامل اليومي، وهذا التعامل اليومي أدى لانتشار اللغة العربية في مقابل اللغة المصرية القديمة التي لم تكن تضم مفردات تواكب العصر مثل اللغة العربية، لكن ليس معنى ذلك أن اللغة انتهت. فهي لازالت موجودة ما بين الناس، وعندنا دلائل على استخدام اللغة المصرية القديمة حتى العصر الفاطمي، ونحن نستخدم اللغة المصرية القديمة بنسبة 70% حتى الآن.  

ومتى بدأت تظهر الكتابة باللغة المصرية القديمة على الجدران وورق البردي?

المصريون القدماء كتبوا بطريقتين: الأولى هي الكتابة على الجدران وهذه كانوا يسمونها الكلام المقدس، وهذا الكلام المقدس يضم نصوصا دينية، أو نصوص دعائية للملك، ولهذا كان يجب أن تكون أشبه “باللافتات” أو “اليافطة”، وهذه اللوحات الزخرفية كمان يتم كتابتها بكل التفاصيل لكن في المعاملات اليومية كانوا يكتبون بالحبر على ورق البردي أو على العظم أو على كسر الفخار. وفي هذه الحالة لم يكن يكتبون كل تفاصيل العلامة، ولهذا كانوا يكتبونها بطريقة مختصرة، وكان المصريون يطلقون عليها مسمى “شعيت”، والشعيت يعني كتابة المراسلات أو المكاتبات. لكن الحقيقة أقدم بردية معروفة حتى الآن تعود لعصر الأسرة الأولى عام 3100 قبل الميلاد، والغريب أن هذه البردية لم تكن تضم أي كتابات وإنما كانت فارغة تماما، لكن أقدم بردية مكتوبة عثرنا عليها هي “بردية وادي الجرف”، وهي بردية تعود لعصر الملك خوفو، وهي محفوظة في المتحف المصري، لكن ليس معنى ذلك أن المصريين القدماء لم يكتبوا على برديات خلال الأسرات الأولى والثانية والثالثة أو حتى في عصر ما قبل الأسرات، هم كتبوا لكننا لم نعثر حتى الآن ما يدل على ذلك، خاصة وإن البرديات سريعة التلف، ولذلك فإن فرصة العثور على برديات لعصر ما قبل الأسرات أو عصر بداية الأسرات أو حتى من الدولة القديمة هي فرصة ضئيلة جدا.