خبير أثري: بردية وزيري تكشف وصايا "أحمس" من العالم الآخر

كتب: زياد كرم

لا تتوقف الحضارة المصرية عن البوح بأسرارها.. حيث تظل أوراق البردي حافلة بمشاهد الحياة والموت وأسرار هذه الأيام التي عاشها المصريون قديما قبل آلاف السنين، في هذا الإطار تأتي أهمية بردية وزيري التي تعد الأقدم والأكبر والأطول في تاريخ الأوراق المكتوبة في العالم القديم، حيث تمتد البردية بطول 16 متراً، وهي ورقة بردي واحدة، وتم كتابتها بالخط الهيروغليفي، وبألوان واضحة أصلية جدا، حيث تحمل نصوصا من وصايا أحد المصريين القدماء ويدعى “أحمس”.

في البداية تم عثرت البعثة المصرية العاملة بمنطقة سقارة برئاسة الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، في مايو عام 2022، على هذه البردية داخل تابوت خشبي، حيث تعود إلى بداية العصر البطلمي (300 ق.م)، وقد وجدتها البعثة المصرية ملفوفة في حالتها الأصلية، وبصورة ممتازة، وذلك وفقاً لبيان رسمي صدر عن وزارة السياحة والآثار.

وحول الأهمية الأثرية لهذه البردية، يقول تامر المنشاوي، الخبير الأثري، والباحث في الآثار المصرية، إن بردية وزيري هي بردية لشخص يدعي أحمس ومكتوب عليها نصوص بالخط الهيراطيقي، وهي عبارة عن سطور مع بعض المناظر، وهذه اللبردية مهمة كونها تعرض قدسية الموت والحياة في العالم الآخر عند المصري القديم، وهذه البردية مكتوبة باللون والحبر الأسود لغالبية النصوص المدونة بها، فى حين يوجد بعض النصوص بالحبر الأحمر، وهى تحتوى على مجموعة من فصول كتاب الموتى، ويوجد منظر كبير يوضح قيام أحمس صاحب البردية بالتعبد أمام المعبود “أوزير” في وضع الجلوس داخل المقصورة، وتكشف البردية عن اهتمام المصري القديم بعقيدة الموت وكيف كان يهتم بكتابة النصوص الدينية.

وأضاف المنشاوى أن بردية وزيري مكتوبة بالخط الهيراطيقى وهو ثاني خطوط الكتابة المصرية القديمة، وهو اختصار بسيط للكتابة الهيروغليفية، والحقيقة أنه يوجد عدد كبير من البرديات التي تكشف تفاصيل الحياة في مصر الفرعونية، ومنها برديات طبية مثل بردية “أيبرس”، وكذلك يوجد بردية “آنى” ومكتوبة بالخط الهيروغليفي وتضم مناظر مرسومة وملونة وتعود لعصر الدولة الحديثة فى مصر القديمة، وتضم مجموعة من النصوص الدينية، و”كتاب الموتى”، والذى كان يحتوى على نصوص تساعد المتوفى فى العالم الآخر وهي بردية تعود لآني كاتب طيبة.

ويؤكد المنشاوي أن ورق البردي ذو قيمة تاريخية كبيرة مثل النصوص الموجودة في المعابد والمقابر والمسلات، فورق البردي سجل عليه المصري القديم نصوصاً أعطتنا معلومات تاريخية كبيرة، وحماية هذه الأوراق تتطلب الصيانة والمتابعة الدورية، ووضعها في بيئة جيدة لحمايتها من البكتيريا والفطريات والحفاظ عليها من التخزين، فضلا عن ضرورة عرضها بطرق مناسبة.