حتشبسوت.. أسرار غامضة في قصة المرأة الحديدية التي حكمت مصر

كتبت: دينا منصور

كان للمرأة شأن كبير في مصر الفرعونية، فقد وصلت إلى العرش، وقادت الجيوش، وكانت حتشبسوت واحدة من أهم النساء في تاريخ مصر القديم والحديث، حيث لقبها المؤرخون بالمرأة الحديدية.. وقد رحلت عن الحياة تاركةً خلفها أسرار كثيرة.   

يقول محمد فتحي، الباحث الأثري في علم المصريات،  شغلت الملكة حتشبسوت أهم ملكة فرعونية في تاريخ مصر القديمة اهتمام علماء المصريات، وأضفت حياتها الغامضة، ونهايتها الملتبسة على هذا الانشغال بعداً أسطورياً فراحوا ينقبون في شذرات ونصوص، وتماثيل محطمة عن اسمها الذي جرى محوه، وآثارها التي شوهت عن عمد.. لكن مع ذلك ظلت «حتشبسوت» التي استوعبت طبقات الأسطورة الفرعونية بمثابة اللغز، وظلت فترة انفرادها بحكم مصر، واحتواؤها المعارضة القوية التي ناهضتها أمراً فضائحياً يستحق طمسه إلى الأبد. فالملكة حتشبسوت هى الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحوتمس الأول وأمها الملكة أحمس وكان أبوها الملك قد أنجب ابنا غير شرعى هو تحتمس الثانى وقد قبلت الزواج منه على عادة الأسر الملكية ليشاركا معا في الحكم بعد موته، وذلك حلا لمشكلة وجود وريث شرعى له.

ولم تنجب الملكة حتشبسوت من الملك تحتمس الثانى فتزوج بأخرى وأنجب منها تحتمس الثالث الذى كان صغيراً ولم يكن عمره قد تجاوز السادسة عندما توفى أبيه تاركا العرش له، فقامت حتشبسوت، وهي عمته وزوجة أبيه في آن واحد، بتنصيب نفسها وصية على عرش الملك الصغير تحتمس الثالث، وبعد عامين، نصبت نفسها ملكة للعرش، وحكمت لمدة عشرين عاما. بعد ذلك اختفت ولم يتطرق التاريخ عن ذكر سبب إختفائها الغامض.

هذه الملكة تركت ألغازا كثيرة، وربما يكون أكثر تلك الألغاز إثارة شخصية “سنموت” ذلك المهندس الذى بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري والذى منحته 80  لقبا وكان مسئولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته. وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت الإثنين “سنموت وحتشبسوت” فإنهما الملكة وخادمها أيضا قد شاركا في “حياة أسطورية ” وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزا حتى الآن.