"إيجيبتوس" في رحلة البحث عن أصل الحضارة: هنا الفيوم .. واحة العصور المنسية!

تحقيق: نورهان عماد – محمود العباسي

تُوصف في كتب التاريخ والجغرفيا بمصر الصغرى، والأرض التي تضم شواهد لا تزال باقية من مختلف العصور، حيث تحتفظ رمالها ببقايا نادرة من العصر الحجري، كما تضم أيضاً مواقع ومدناً أثرية كاملة تعود لعصور الدولة القديمة والوسطى والحديثة، مروراً بالرومان واليونان والعرب، إنها الفيوم أو الواحة التي تشبه القطعة الخضراء وسط بحر الرمال العظيم، والتي تُعد متحفاً مفتوحاً لكل العصور والحقب الزمنية السابقة، لهذا كانت زيارتنا لها ممتعة ومتميزة للكشف عن أسرارها التاريخية.. فكان هذا التحقيق:

نقطة الانطلاق

بدأنا رحلتنا إلى الفيوم من قلب المحافظة، حيث التقينا العديد من المسئولين عن إدارة الآثار، قبل أن نتوجه في جولة تاريخية للعديد من المناطق الأثرية بالمحافظة التي تضم عصورا تاريخية عديدة كما تضم أيضا متحفا يشمل بعض القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن، فضلا عن وجود 3 أهرامات، أحدها أقدم من هرم الملك خوفو نفسه.  

كانت البداية بالنسبة لنا مع الدكتور عادل البطل، مدير عام آثار الفيوم، حيث يقول: للأسف لا تحظي المناطق والمزارات الأثرية في الفيوم بالاهتمام الكافي على خريطة السياحة المحلية والعالمية، ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها أن محافظة الفيوم محافظة واعدة بالنسبة للسياحة، لكن للأسف يوجد بعض المعوقات التي لا تؤدي لوجودها على الخريطة السياحية العالمية، ومنها تباعد المسافات بين المناطق الأثرية، كما أن شبكة الطرق غير ممهدة بالشكل الكافي، والأخطر من ذلك أنه لا يوجد وعي ثقافي وأثري عند غالبية السكان، بالإضافة إلى أن عدد السياح محدود جداً علي سبيل المثال، وأغلب شركات السياحة أصبحت تفضل المناطق الأثرية القريبة من القاهرة، أيضاً شبكة الطرق مازالت تحتاج إلى إصلاحات وتعديلات وهو ما نسعى لتحقيقه، الآن بالتعاون مع المحافظة وهيئة تنشيط السياحة، هو مشروع يهدف لتطوير السياحة في محافظه الفيوم التي تحتوي علي آثار من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الإسلامي.

ويضيف “البطل” أن حوالي 30% فقط من آثار مصر هي التي تم اكتشافها، لكن حوالي 70% لا يزال تحت الرمال، ولذلك فإن جميع البعثات الأجنبية تعمل على قدم وساق في جميع المواقع الأثرية بجانب البعثات المصرية الممولة من وزارة السياحة والآثار، هذا بالإضافة إلى الآثار التي تم تهريبها إلى الخارج في فترة ما قبل عام 1983 أي قبل صدور قانون حماية الآثار، حيث كان من حق أي شخص أن يشتري الآثار أو أن يقوم ببيعها في الشارع أو يقتنيها، لكن الآن آثار مصر من حق مصر والمصريين وستظل إرثا لكل الأجيال، وهناك العديد من المشروعات التي تُقام من أجل تطوير المناطق الأثرية، وإعادة وتجديد وترميم الآثار من جديد، وخصوصاً الأماكن الأكثر عُرضة للهواء والتراب والشمس، لأنه لو لم يتم التعامل معها بصفة دورية، فإن هذه المعالم الأثرية تفقد ألوانها كما أن النقوش أيضا قد تتعرض للاختفاء.

منطقة جرزة

 وحول الأهمية التاريخية لمنطقه آثار “جرزة” وجهود البعثات العاملة بها، يحكي لنا “البطل” أن جرزة هي المدخل الرئيسي لمدينة الفيوم قديماً، وبالنسبة للأهمية التاريخية فإن أهميتها كبيرة جداً، فقد كانت المحطة بين المقاطعات الجنوبية سواء الواحات البحرية أو مقاطعات الصعيد، والتي كان المصري القديم يجلب منها المنتجات عن طريق مدينة الفيوم، ثم تتجه هذه المنتجات بعد ذلك إلى ميناء الإسكندرية، وهذا الكلام حدث في العصر الروماني، وهذه المنتجات كان يتم تصديرها بعد ذلك إلى روما، والبعثات العاملة هناك اكتشفت معبدا وبعض التماثيل وبعض المنشآت المعمارية، خصوصا في الموسم السابق وهذه البعثات يرأسها زميلنا الدكتور باسم جهاد، ولازال العمل مستمراً هناك، وأعتقد أن المنطقة ستبوح بكل أسرارها قريباً، والفيوم تضم أكثر من 30 منطقة أثرية و65 موقعا أثرياً، والمتاح للزيارة 5 مواقع أثرية فقط، وذلك لأن مواقع الحفائر لا يحق لأي شخص زيارتها أو دخولها طالما أنها خاضعة لعمليات البحث والتنقيب، والفيوم عبارة عن توليفة من الحقب والعصورالمختلفه من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصور الإسلامية، ويوجد في الفيوم مساجد من العصور الاسلاميه وكنائس من العصر القبطي والمعابد والبيوت من العصر اليوناني والروماني ومن العصر المتأخر والدوله الحديثة، وأيضا فارس والدولة الوسطى.

الوعي الأثري

تقول الدكتورة نرمين عاطف، مديرة الوعي الأثري بمنطقة آثار الفيوم، إن هدف الإدارة هو نشر الوعي الأثري لكل فئات المجتمع، وخاصة طلاب المدارس والجامعة، والموظفين في المديريات الخدمية، بهدف التوعية بأهمية الحفاظ على أثار مصر، وخطورة جريمة التنقيب عن الآثار، ولتحقيق هذا الهدف نقوم بتنظيم محاضرات وندوات في كل المديريات الخدمية، كما أننا نذهب إلى القرى والمدن وندخل البيوت، ونحذر الناس من مخاطر التنقيب غير المشروع وكيف إنه يؤدي إلى هدم البيوت ودمار الأسر ومصرع الأشخاص الذين يعملون به.   

وتضيف د. نرمين أنه من ضمن الموضوعات التي تحدثنا عنها في العديد من اللقاءات قضية لعنة الفراعنة، فهذا الموضوع لم يظهر إلا في مقبرة الملك توت عنخ آمون، والحقيقة إنها أكذوبة كبرى، لإثار الخوف من الحضارة المصرية القديمة، لكن ما يحدث من الناحية العلمية، أنه كان هناك فطريات وبكتيريا، وكان ينشرها الكهنة حول التوابيت والمقابر، حتى يقومون بحمايتها من اللصوص، كما أن المقابر أيضا مغلقة منذ آلاف السنين، وبالتالي عند فتحها ودخولها فجأة فإنه من المحتمل أن تتسبب الغازات والفطريات في إصابة الأشخاص بالإغماء والربو والأمراض الصدرية، والحقيقة أن الإدارة وقعت بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ومع ثقافة الفيوم والمؤسسات الخيرية وحزب مستقبل الوطن بهدف أن ننشر الوعي الأثري ومن أجل أن نسهم في تنشيط السياحة الداخلية بالمحافظة، فضلاً عن الترويج للاكتشافات الأثرية الجديدة في الفيوم.   

إزالة التعديات

أما رانيا أحمد، مدير إدارة تعديات آثار الفيوم، فتذكر أن من أبرز مهام مفتش الآثار المحافظة على المناطق الأثرية، والحرص عليها من خلال التصدي للتعديات سواء كان تعديا بالبناء أو تعديا بالحفر خلسة، أو  تعديا بالزراعة،  أو تعديا بالتشويه، أو تعديا بالتجريف، وهذه كلها أنواع التعديات، وطبعا من مهام إدارة التعديات أن ترصد هذه الأمور، وتتابع وصول محضر التعدي الذي يقوم بتحريره مفتش الأثار الخاص بالمنطقة، وبعد وصول المحضر نتحرك ونتخذ الإجراءات القانونية والإدارية حتى نصل لقرار إزالة لهذا التعدي، والحقيقة أننا نواجه في عملنا بعض الصعوبات، ومنها على سبيل المثال أن المناطق الأثرية بالفيوم بعيدة عن بعضها، ونحن لدينا 32 منطقة، وأغلبها في أماكن جبلية وصحراوية وعلى مسافات بعيدة جدا، وهذه أول المعوقات التي تقابلها الإدارة، وحتى أتوجه لهذه الأماكن أحتاج لسيارة مجهزة، أيضا بعض المناطق الأثرية تتواجد في مناطق جبلية، وبالتالي نواجه خطر التعرض للصوص الذين يحفرون في مناطق قريبة، لكن د. علي البطل مدير آثار الفيوم يوفر لنا الحماية الكافية لدرجة أنه يأتي معنا على رأس اللجنة المشكلة لرفع التعديات. 

وتذكر رانيا أحمد أنها أول سيدة تتولى هذا المنصب، وهو ما يعرضها لمشكلات كثيرة، لدرجة أنها من الممكن أن تتأخر في النيابات حتى الساعة الـ ١٠ أو ١١ مساء، فضلا عن وجود فريق مكون من ست مفتشات آثار، لكن في الحقيقة نحن نتلقى كل الدعم والتشجيع من الإدارة العليا التي توفر لنا كل الحماية. 

مصر الصغرى

ويقول أشرف صبحي، مدير الحفائر والبعثات وكبير مفتشي آثار جنوب الفيوم، تمثل الفيوم مصر الصغرى، وهي متحف مفتوح لكل العصور التاريخية، فنحن عندنا آثار تعود لعصر قبل التاريخ، وعندنا آثار من الدولة القديمة وآثار من الدولة الوسطى، وفيه آثار من العصر الروماني والقبطي والإسلامي، وحظيت باهتمام بالغ في عهد الأسرة الثانية عشر والحقبة البطلمية للاستفادة من الأراضي الواسعة الموجودة في الفيوم، ففي عصر الدولة الوسطى حدث تحكم في مياه النهر، حيث إنه من المعروف أن الفيوم منخفضة من عند الجنوب الشرقي  بحوالي ٢٤ متراً تحت سطح البحر، فهناك  تدرج من الجنوب للشمال، وبالتالي فإن الفيوم هي مصر الصغرى، وقد بدأ الفراعنة يتحكمون في دخول المياه للمحافظة في الأسرة الثانية عشر لزراعة الأراضي وحفر القنوات والجسور، وكانت هذه الإصلاحات الزراعية في فترة سنوسرت الثاني تحديداً ثم إمنمحات الثالث.  

المخزن المتحفي

ويضيف صبحي أن الفيوم تضم ثلاثة أهرامات، أولها هرم هوارة، وهو خاص بإمنمحات الثالث، وهذا الملك حكم حوالي ٣٦ سنة، وكانت فترة زمنية كبيرة جداً، وعمل استثمارات كثيرة في المجال الزراعي، والهرم الثاني من عصر الدولة القديمة، وهو هرم “سيلا”، ويرجع إلى الملك سنفرو أبو الملك خوفو، وهذا الهرم لا يضم أي ممرات أو غرف أو مباني داخلية، واشتغلت فيه بعثة أمريكية، وقد اكتشفت لوحة مكتوب عليها اسم الملك سنيفرو، أما الهرم الثالث فهو هرم اللاهون وهو موجود أعلى هضبة اللأهون، ويرتفع عن منسوب سطح البحر بحوالي ٢٤ متراً، والحقيقة أن المخزن المتحفي الذي تم إنشاؤه بالفيوم قد ساعد كثيرا في الحفاظ على الآثار المستخرجة في بيئة صحية وسليمة، حيث يضم المخزن المتحفي إدارة داخلية للترميم، وتضم كافة القطع الأثرية التيى تستخرجها البعثات المصرية والأجنبية، وهو عبارة عن صالات وقاعات مرقمة، وكل قاعة تمثل بعثة ومنطقة معينة وسجلا، وتضم كل قاعة مجموعة من الأرفف، حيث يتم رص القطع الأثرية على هذه الأرفف، وتضم القاعات نظاما للإطفاء الذاتي في حالة حدوث حريق معين، كما تضم أيضا نظاما للحماية من السرقات، فضلا عن وجود فريق من المتخصصين في مجال الترميم، ومن أنواع مواد الآثار نوعان: مواد حجرية وأخرى عضوية،ويتم عمل ترميم وصيانة ومعالجة وذلك لعدم تعرض أي أثر للتحلل أو هجوم البكتيريا عليه. وفي الحقيقة، هناك بالفعل متحف بالفيوم بمنطقة كوم أوشيم لكنه غير كامل، ويوجد به آثار من مختلف العصور.  

الدولة الوسطى

وحول أكثر العصور التاريخية بروزاً، يواصل “البطل” حديثه قائلا: تضم الفيوم آثار من عصور ما قبل التاريخ ويوجد أيضا من عصر الدولة القديمة، وأيضاً من عصر الدولة الوسطى، ولكن النهضة الحقيقية تعود لعصر الدولة الوسطى، وذلك عندما قام ملوك الدولة الوسطى بالعديد من المشروعات المهمة في المحافظة مثل الري والزراعة، فهذه كانت بدايه الاهتمام بالفيوم في الدولة الوسطى التي ضمت الملك إمنمحات والملك سنوسرت، ثم جاء الاهتمام في العصر اليوناني الروماني، وكانت المحافظة جزءاً من سلة الغلال التي كان الرومان يأخذون منها طعامهم ليتم تصديرها إلى الخارج، وذلك لأن مصر كانت مشهورة في هذه الفترة، وخاصة الفيوم بزراعة الحبوب وغيرها من المحاصيل.

بورتريهات الفيوم

ويكشف “البطل” عن أسرار بورتريهات الفيوم، حيث يقول إن بورتريهات الفيوم تضم العديد من الصور القديمة لملامح المصريين القدماء، وهذه البورتريهات عبارة عن قناع يكون على شكل الشخص المتوفي، ويجسد البورتريه ملامح هذا الشخص، وكانت أهميتها تتمثل في أنه عند وفاة الشخص، ويتم الوضع الميت في القبر فإن الروح كانت تتعرف علي هذا الشخص من خلال ملامحه المرسومة في البورتريه، والحقيقة أن الكثير من هذه البورتريهات تعود للعصر الروماني أو اليوناني وتم العثور عليها في مناطق مثل  جرزة، وأماكن أخرى تنتمي للعصر المتأخر، وأهمية هذه البورتريهات أنها تلقي الضوء علي نوع من الفن كان موجودا في هذه الفترة، وهو القناع الذي كان يوضع علي المومياء بملامح هذا الشخص المتوفي.

المجموعة الهرمية

وانتقلنا للحديث عن أهرامات الفيوم، حيث تضم هرم هوارة واللاهون وغيرها، ويوصل البطل حديثه قائلا: أهرامات الفيوم مثل أهرامات الدولة القديمة من حيث الهدف، وهو أنها تحتوي بداخلها على مومياء الملك المتوفي لكن هي تختلف من حيث الشكل ومن حيث المعمار، وعند النظر إلى أهرامات الجيزة على سبيل المثال أو أهرامات الأسرة الخامسة في أبو صير أو في سقارة، فإننا سوف نجد أن المجموعة الهرمية بالفيوم تتكون من الهرم وإلي الشرق من الهرم يوجد المعبد الجنائزي وبين المعبد الجنائزي ومعبد الوادي كان يوجد هناك طريق صاعد يؤدي إلى مدخل الهرم، وغالباً من ناحية الشمال باستثناء هرم زوسر حيث يوجد له مدخل جنوبي، وهذا المدخل تم نحته في العصر المتأخر، وبالنسبة لأهرامات اللاهون فإن المدخل الخاص بها يقع ناحية الجنوب والتصميم المعماري الخاص بها أيضا يختلف عن أهرامات الجيزة وسقارة وأبو صير، حيث تم بناؤها من الحجر الجيري الذي كان موجوداً في محاجر طرة على الضفة الشرقية من النيل، لكن بالعودة في الحديث إلى أهرامات الجيزة وهوارة واللاهون سنجد أن نواة الهرم تم بناؤها من الطوب اللبني، وكما تم ذكره سابقا فإن محافظة الفيوم كانت مشهورة بالزراعة، ومع وجود الفيضان قام أحد ملوك الدولة الوسطى  بصناعة سد من أجل الاستفادة من مياه الفيضان للزراعة فكانت المادة المتوفرة في هذه الفترة هو الطمي “الطوب اللبني” فكان يتم استخدامه في صناعة نواه الهرم، وكان يتم صناعة كسوة أو غلاف الهرم بلوحات من الحجر الجيري القادم من محاجر طرة من الضفة الشرقية للنيل، وطبعاً الجزء السفلي من الهرم سواء حجرة الدفن أو الطريق الموصلة إلى حجرة الدفن، كان يتم تصنيعه عن طريق النحت.

وأشار مدير منطقة آثار الفيوم إلى أن عدد البعثات الأجنبية التي تعمل في حفائر الفيوم لا تقل عن 11 بعثة، أهمها البعثة الأمريكية والألمانية والروسية والإيطالية، فضلا عن الفرق البحثية المصرية التي تعمل في بعض الأماكن، بحيث يتم إعداد بعض الكوادر لتكون قادرة على الحفر بنفسها في المستقبل، لأن علم الآثار كما هو معروف كان قاصراً على الأجانب فقط، ونحن نسعى من خلال الوزارة إلى التطوير من آداء الأثريين المصريين حتي لا نقل تقنياً أو كفاءةً عن آداء الأثريين الأجانب.

بركة القرون

وكشف لنا البطل عن حقيقة قصر قارون، مؤكداً أن كلمة قصر كلمة عربية، فعندما جاء العرب إلى مصر أطلقوا كلمة قصر على أي بناء عالِ وشاهق، مثل كلمة الأقصر فهي جمع قصر أو القصور، وذلك لأنه عند مجيء العرب ورؤية هذه المباني الشاهقة أطلقوا عليها الأقصر، ومن هنا جاءت قصة قصر قارون، لكنه في الأصل معبد، وهذا المعبد يرجع إلى العصر الروماني اليوناني، والمعبد كان يوجد من أجل العبادة، وهذا المكان كان مخصصاً لعبادة المعبود “سبك” إله الفيوم، والذي بنى هذا المعبد هو أحد ملوك البطالمة، وللاسف لا نعلم اسمه، لأنه لا توجد نقوش في المعبد باستثناء رسم واحد فقط  لأحد الملوك وأمامه المعبود سبك، أما كلمة قارون فجاءت من بحيرة قارون، فعندما جاء العرب إلى هذه المنطقة ووجدوا بها بعض الخلجان أو القرون فقد أطلقوا عليها “بركة القرون”، ثم تم تحريفها إلى بحيرة قارون، وهناك من يربطون بين بحيرة قارون والقصة الواردة في القرآن الكريم عن قارون صاحب الثراء العريض، والذي ورد في قول الله عز وجل “إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم”، ويرى البعض أن هذا الخسف حصل في بحيرة قارون، وطبعا هذا الكلام ليس له أساس من الصحة ومعبد قارون أيضاً ليس له علاقة بقارون الذي من بني إسرائيل.