"بالصور": نكشف خبايا العالم السري للتنقيب عن الآثار.. مداخل وسراديب ومهالك تقود للجحيم!

تحقيق: حبيبة إيهاب

على مدار عقود طويلة منذ اكتشاف علم المصريات، ظل التحنيط من أهم أسرار الفراعنة، لدرجة إنه كان سرا على الفراعنة أنفسهم، فقد احتفظ بهذا العلم فئة صغيرة من الكهنة، وعندما مات الكهنة أخذوا معهم سر المهنة، إلى أن جاء العلم الحديث واستطاع أن يحلل المومياوات ونجح الباحثون في الوصول للمواد المستخدمة وطريقة التحنيط، وهو ما كشفت عنه دراسة حديثة أكدت أن رحلة التحنيط كانت تستغرق 70 يوما وكانوا يستخدمون مواد معينة بعضها من الخارج، وهذه الدراسة أجراها الفريق الذي اكتشف أول ورشة للتحنيط في سقارة، وتم نشر الدراسة بمجلة Nature العلمية.. لكن قبل هذه الدراسة كانت هناك جهود مصرية نجحت في التوصل لسر المهنة .. فماذا كان يحدث على مائدة التحنيط خلال رحلة الـ 70 يوم؟  

عودة الروح

في البداية، يقول د.أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن المصريين القدماء آمنوا بالاستمرارية بعد الموت، بالإضافة إلى فكرة البعث والخلود، فكان الغرض الرئيسي من التحنيط هو الحفاظ على “الجثث” في صورة أقرب ما يكون إلى حالتها الطبيعية، وهو أمر مهم للحفاظ على الحياة، بالإضافة إلى وضع المتعلقات بما في ذلك الأثاث والملابس والطعام والمجوهرات قبل وقت طويل من وفاة الفرد.

وأشار “عامر” إلى أن التحنيط في مصر القديمة كان شيئا مقدسا، وكان هذا العلم مقتصرا على عدد قليل من الناس، فنجد أن معظم أسرار هذا العلم انتقل شفويا، لذلك نجد أن الأدلة المكتوبة حول الطريقة نادرة جدا، حتى ظهور وتحديد نصين فقط تحدثا عن التحنيط، فنجد أن المصري القديم كان يعتمد على التحنيط بالطرق الطبيعية، وكان يقوم بدفن الجثث في حفر غير عميقة في الرمال، ومع بداية عصر الأسرات، اختلف الأمر كثيرا من حيث أهمية المحافظة على الجسد لتتعرف عليه الروح، فقد وصل الأمر للحفاظ على شكل وملامح الميت، بحيث تتمكن الروح من معرفة الجسد الذي يخصها، وقد بدأ هذا الطقس في مصر نحو عام ٢٦٠٠ قبل الميلاد، وفي ذلك الوقت تمتع الملوك فقط بتحنيط جثثهم، وبدءًا من عام ٢٠٠٠ قبل الميلاد سُمح لعامة الشعب بالعبور إلى الحياة الأخرى.

وتابع “عامر” أن المحنط المصري القديم استخدم أساليب متعددة ومتنوعة في عمليات التحنيط، فكانت هناك طريقة يستخدمها مع الملوك وكبار رجال الدولة، ولكنها باهظة التكاليف، ولكن مع العامة ومتوسطي الحال كانت توجد خطوات أكثر بساطة، وقد استمرت تلك الطقوس حتى ظهور المسيحية.

وأكمل “عامر” أن عملية التحنيط كانت تتم عن طريق التخلص من جميع المواد الرخوة، ثم يشق الجانب الأيسر من أسفل البطن، ومنها ينزع كل الأعضاء الداخلية، ويغسلها جيدا ثم يغمرها بملح النطرون، ويقوم بمعالجتها بمادة الراتنج الساخنة، ثم توضع في أربعة أواني “كانوبية” على شكل أولاد الإله “حورس”.

سر الصنعة

واستطرد الخبير الأثري أنه في عام ٢٠١١ كشفت دراسة حديثة أجريت عن المواد المستخدمة في التحنيط في مصر القديمة أن العملية تستغرق ٧٠ يومًا، وفي خلال هذه الفترة يجري رجال الدين خطوات التحنيط ويمارسون طقوسًا وصلوات إضافةً إلى معالجة الجثة ولفها، ونجد أن المحنط كان لا يترك في الجسد سوى القلب والكليتين، ثم يقوم بغسله من الداخل والخارج بمحلول مكون من خمسة عشر مادة، منها نبيذ البلح، ونبات المر، والحناء، وزيت خشب الأرز، والبصل، ثم يملأ تجاويف الصدر بكور من الكتان المشبع بالراتنج والعطور ومحلول النطرون، ثم يقوم بصب الراتنج السائل على المومياء، ثم يقوم بلف المومياء بالكامل بعشرات الأمتار من الكتان المشبع بالصمغ، ويقوم بتزيينها بالحلي ويلقي عليها الزهور، وقد اشتركت جميع الطبقات بداية من الطبقة العليا والمتوسطة والفقيرة في أنه كانت تغطى الجثة بالنطرون مدة ٧٠ يومًا.

وأكد “عامر” أن الكشف الأخير ترجع أهميته في أنه سوف يسهم بشكل كبير في إعادة قراءة النصوص المألوفة عن التحنيط المصري القديم، من حيث مقارنة المواد التي تم تحديدها مع ما هو مكتوب على الأواني من تحديد المادة المناسبة لتحنيط جزء معين من الجسم بدقة، حيث لجأ المصري القديم إلى التحنيط كوسيلة لحفظ جثمان المتوفي لأطول فترة ممكنة، بسبب معتقد أن “روحه ستتمكن في العالم الآخر من التعرف عليه ويعود للحياة من جديد”، كما أنّ هذا الاكتشاف قد ينير الطريق للتعرف على أحد أهم أسرار الحضارة المصرية القديمة، ويسدل الستار عن مواد التحنيط.

ذكرى الأربعين

أما د.هناء حجاج، المفتشة بوزارة الصحة، فتكشف لنا عن أسرار أخرى خاصة بالتحنيط، حيث تقول أن التحنيط هو جزء هام من علم الطب الذي يعد من أشرف العلوم الإنسانية والتي تعمل على مساعدة الانسان، وكان لمصر السبق الأول بالفنون العمرانية والعقلية والاقتصادية وسبقت الأمم في علوم الطب، ولقد عني المصريون القدماء بمعرفة علم التشريح والتفنن فيه رغبة في الاستكشافات الطبية الدقيقة، وهذا يعد بداية الملتقى المعرفي  لقواعد علم التحنيط الذي يسهم في احترام الجسم البشري والنفس الإنسانية، والمعالم المعرفية التي نتجت عن علم التشريح لدى المصري القديم ومفهوم وظائف الجسم البشري، مثال وفقا لما ورد في بردية برلين الطبية أنه تم معرفة وظائف القلب وخاصة أنه مسيطر في صرف الدم الي الشرايين. فالتحنيط كان خطوة للاستعداد للدار الأبدية عند المصري القديم الذي اهتم بإعداد الجسم البشري بأفضل هيئة كما في الحياة الطبيعية، وكان يهيئ الجسم البشري ليعيش بعد الموت ويتم حسابه على ما بدر منه في الحياة الأولى، واعتقد المصري القديم أن النفس البشرية تتألف من مجموعة أجزاء هي: (با، كا، خو ، اب، رن، خايبت، ساهت أو ساهو ) ويعني ما سبق (النفس، الجسم، النور، القلب، الاسم، الخيال أو الظل، القوة).

وأضافت د. هناء أن التحنيط في عصور ما قبل التاريخ اعتمد على اختيار الموقع وتجهيز حفرة مناسبة للدفن، حيث استخدم المصريون الجلد والحصير ووضع مادة الراتينج حول المتوفى ليبقى الجسد في مأمن من التحلل ويظل بدرجة حرارة جيدة ومكان بداخل التربة جاف، ثم تطور فن التحنيط بوضع الصمغ، وتطور الأمر بإعداد أماكن ومراحل لعمل التحنيط من تجهيز سرير لغسل المتوفى ثم التجهيز ليتم شق أجزاء بالجسد ويتم وضعها بالأواني الخاصة بها بعد تجفيفها، وكان لدى المصري القديم أنواع مختلفة للتحنيط وفق الحالة الاجتماعية، أما عن دور السحر والتمائم فقد كانت جزءا هاما تماشيا مع دون اهتمام الكهنة بهذا العلم وأسراره دون غيرهم، وكانت البيئة المصرية الجغرافية قد ساعدت نوعا ما على حفظ الجثث سالمة من التحلل بصورة طبيعية مدة من

الزمن، ولذا فإن التحنيط بشكله الحقيقي قد بدأ منذ عصر الأسرة الرابعة (٢٧٢٣-٢٥٦٣ ق. م) أما عن مدة التحنيط، فمن المعروف لدينا أنها 40 يوما وجرت العادة حتى الآن أخذ العزاء يوم الأربعين للمتوفى، ولكن هناك دراسات أخرى قالت أنها 70 يوما، وهذا من خلال بردية اللوفر، ويعود ذلك إلى أنواع التحنيط الثلاثة التي كان يستخدمها الكهنة وفق حالة المتوفى المادية والمكانة الاجتماعية، وأيضا

حسب الحقبة الزمنية الخاصة بالتحنيط: سواء دولة قديمة أو وسطى أو حديثة أو عصر انتقال أو يوناني أو روماني.

د. أحمد عامر

سر الصنعة

كشفت دراسة أثرية للباحث خالد ناصر عبدالهادى، المتخصص فى الآثار المصرية القديمة، أن الديانة المصرية القديمة ارتبطت بعقيدة البعث والخلود بإيمانهم بأن الموت هو باب للعبور إلى عالم الحياة الدائمة وكانوا مولعين بها فلقد أسموها حياة الجنة الأبدية وأسمى ما يتوقون إليه هو الذهاب إلى العالم السفلي مما جعل المصريين يبحثون عن طريقة لسر الخلود فقاموا باختراع فن التحنيط، فكلمة التحنيط حولها علامات استفهام وملامح غموض عندما تذكر بين الناس، ويكشف الباحث فى دراسته عن أسرار 70 يوم تحنيط، قائلا: التحنيط هو أحد الأسرار الذي احتفظت به فئة صغيرة من المصريين القدماء، وحاولوا حفظ هذا السر ومحاولة عدم اطلاع أي إنسان من الدول المجاورة عليه لكن السر لم يستمر حتى النهاية إذا تمكن الباحثون من التعرف على هذه الأسرار عن طريق سجلات الكتاب والمؤرخين الكلاسيكيين الذين زاروا مصر والمعلومات التي قدمها العلم الحديث من خلال الاطلاع على المومياوات وتحليلها وما عثر عليه في القبور من أدوات وعقاقير تستخدم في التحنيط، ورغم تقدم فن التحنيط إلا أن طرق التحنيط الجيدة من الدرجة الأولى والثانية بقيت حكرًا على الملوك والأمراء والأغنياء من الناس، أما المصريون العاديون فلم تحنط جثثهم بهذه الطرق بسبب تكاليفها الباهظة فلجأ المصريون إلى اختراع طريقة ثالثة للتحنيط رخيصة الثمن، لكن في أغلب الأحوال التحنيط في الدولة القديمة كان يتم عن طريق تفريغ البطن ثم وضع التوابل والراتينج ثم يلف الجسد بالكتان، وفي الدولة الوسطى كانت طريقة التحنيط باهظة الثمن باستخدام الصموغ ذات الرائحة والتوابل والراتينج وبإزالة المخ والأعضاء الداخلية ثم ينقع في مادة النطرون لمدة 70 يومًا، وحاولوا حفظ الجسد بدون فتحة عن طريق حقن الجثة بزيت خشب الأرز ومادة التربنتين .

نعوش وتوابيت

ويضيف الباحث خالد ناصر، أن التوابيت والنعوش كانت إحدى الطرق للحفاظ على الجثة من خلال وضعها داخل وعاء من خشب أو قش مجدول وهو يسمى بالتابوت، ففي الأسرة الثالثة كان عبارة عن صناديق مستطيلة من الحجر الجيري الأبيض، وكانت تخلوا من الزخارف، أمّا في عصر الدولة القديمة فقد اقتصرت على تسجيل اسم صاحب الجثة وألقابه على التابوت وفي الدولة الحديثة تغيرت مواضع الزخارف فقط.

مقر التحنيط

ويضيف الباحث خالد ناصر أن المعلومات حول المحنطين وألقابهم غير دقيقة بسبب سر هذه المهنة، ولكن من خلال ما ذكره هيرودوت وديودود الصقلي وما عثر من آثار كتابية تبين أنهم فئة خاصة من الكهنة، كانت تقوم بعملية التحنيط من خلال تعلم وتوارث هذه المهنة من الآباء والأجداد، وكان للمحنطين رئيس يشرف عليهم وهو الذي يحدد تكلفة تحنيط الجثة، وكان المحنطون يتقاسمون الاختصاصات في عملية التحنيط، وكانوا يلبسون قناعا على هيئة رأس “ابن أوى”، أما عن مكان العمل، فقد كانت عملية التحنيط تتم في معبد خاص، وهو معبد التحنيط الذي توجد فيه الأدوات اللازمة للتحنيط والآلات الحادة وأنواع الزخارف وغيرها.

ويقسم هذا المعبد إلى ثلاثة أقسام وهي :

القسم الأول: وهو مكان يسمح لأقارب المتوفي بالدخول فيه للاتفاق مع رئيس المحنطين.

القسم الثاني: وهو مكان خاص بالمحنطين فقط .

القسم الثالث: وهو مكان لتسليم الجثة المحنطة إلى ذويها.

استخراج المخ

أما الدكتور عبد الرحيم ريحان، الخبير الأثري الكبير ورئيس لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، فيحكي لنا تفاصيل أخرى عن فن التحنيط، حيث يقول: يقوم المحنطون بغسل المتوفي وتنظيفه من الأوساخ بوضعه في حوض الغسل، ونعتمد في هذه المرحلة على مناظر مقبرة (جحوتي حتب) بالبرشا (القرن 20 ق.م) والهدف من الغسل بالماء وملح النطرون أنه يساعد على البعث والولادة، يليها نزع المخ والأحشاء، وكانت طريقة نزع المخ تتم من خلال العظمة المصفوية أو من فتحة خلف العنق حيث يستخدم المحنط آلة نحاسية طويلة ويحشرها داخل جمجمة المتوفي ويحرك الطرف الآخر الموجود خارج الجسد ويقوم بقطعه قطع صغيرة ليخرجها من فتحتي الأنف والفم وعند الانتهاء من تفريغ الجمجمة من النسيج يقوم بوضع سائل مستخرج من أشجار الصنوبر من خلال ادخاله عن طريق الأنف.

ثم تأتى مرحلة وضع مواد الحشو وكانت تقوم هذه المرحلة بالدور الذي قصد إليه المحنط في حال اكتمال 70 يومًا وكانت مواد الحشو المؤقتة عبارة عن مواد توضع في جسد الميت ولا تنزع منه لأنها تقتل البكتيريا ولكن تنزع من الجسد بعد عملية التجفيف. وهي ثلاثة أنواع من لفافات الكتان وهي لفافات بها ملح النطرون لتمتص المياه، ولفافات كتان تمتص السوائل المتبقية ولفافات كتان تضم مواد عطرية، وأيضا مواد الحشو الدائمة وهي مواد حشو تبقى للأبد ومنها ملح النطرون، نشارة الخشب، المر والقرفة، لفافات كتانية مغموسة بالراتنج الصمغي والبصل، ويوجد مواد حشو تحت الجلد وهي توضع تحت جلد الميت وتعطي الجسد ملامحه كأنه حي لتستطيع الروح التعرف عليه، وتوضع في الطبقة الوسطى من البشرة، ومن هذه المواد: الطين، الكتان، الرمال، نشارة الخشب، زبدة وصودا، وهذه المواد توضع من خلال فتحات في الذراعين والساقين والظهر.

مرحلة التجفيف

ويشير الدكتور ريحان إلى مرحلة التجفيف حيث يلقي المحنط كميات كبيرة من ملح النطرون على جسد الميت لمد 40 يومًا لتخليص الجسم من الماء، وتخليصه أيضا من الأطعمة التي تناولها المتوفي وملح النطرون يتكون من كربونات وبيكربونات وكلوريد وسلفات الصوديوم لذلك كان يلعب دورا مهما في عملية التجفيف، وفي هذه المرحلة كان المتوفي يوضع على سرير حجري مائل وفي أعلى سطح السرير توجد قناة تتجمع فيها المياه من الجسد ثم تتجمع في حوض أسفل السرير، بعد انتهاء مدة التجفيف يقوم المحنط بإزالة ملح النطرون واستخراج مواد الحشو المؤقتة .

 

ثم تأتى مرحلة صب الزيوت والدهون، وتعالج هذه الخطوة التغيرات الجسدية بعد التجفيف مثل لون الجسد واحتراق أنسجة الجلد وانكماش الدهون أسفل الجلد، ويقوم المحنط بصب سائل أبيض مغلي وهو الراتنج على جسد الميت، والمواد المستخدمة في هذه الخطوة الراتنج، وزيت الأرز، ودهان، وشمع النحل، وزيت التربيتين، ويستغرق المحنط عشرة أيام للقيام بدهن الميت ولفه بالكتان والملابس، وبعد انتهاء المحنط من صب الزيوت يقوم بغلق فتحات الجسد مثل العينين، والأذنين، وفتحتي الأنف والفم بالضغط على العينين لتسقط ويضع فوقها قشرة بصل لمنع البكتريا، ويسد فتحتي الأذن والأنف بأقراص الراتنج، ويعالج الفم بملئه بالكتان ثم يلصق الشفتين بشمع النحل، ثم تأتى آخر مراحل التحنيط وهى التكفين، فبعد صبغ الوجه ووضع الباروكات والصنادل والحلي يقوم الكاهن (سشمو) بعد ذلك بلف الجسد أسبوعين بالكفن، ويصاحب كل لفة قراءته تعويذة وتهدف هذه المرحلة إلى توفير حماية إضافية للجسد لمنع التحلل، ويلون الكفن باللون الأحمر وتنتهي خطوات التحنيط، بوضع القناع على وجه المتوفي ومن ثم يقوم المشرف على قراءة التعاويذ من كتاب الموتى ودفن الجسد المحنط.

سر الرائحة الزكية

ويوضح ريحان أنه كان يتم الاعتماد على مجموعة من المواد ومنها “القار” وهي مادة توضع في جوف جسم الإنسان المحنط لحفظه من التحلل، وقد وجدت بعد الأسرة الحادية والعشرين، والمواد الراتنجية وهي من المواد الأساسية في التحنيط وهي عبارة عن زيت ثقيل مأخوذ من عصارة جذع النباتات، ومن أنواعه الصمغ والمر وشمع النحل، وقد استخدمت هذه المادة في عملية التحنيط لقفل العينين والأنف والفم ولصق الجرح وكمادة أشبه (بالعازلة) وخيار شنبرد (الكاسيا) والقرفة وهي قشور مجففة من أشجار في الهند والصين وهي عبارة عن بهارات تستخدم كمواد مجففة، والنباتات مثل استخدام البصل للحفاظ على الجثة من العفن والتمر لتجفيف جوف الجثة واستخدام أنواع الأزهار لتعطير الجثة ومن المواد النباتية نشارة الخشب والكتان لحشو جوف الجسم ونبات الحناء لتجميل الجثة والعقاقير ذات الروائح الزكية تستخدم كمواد معطرة ومنها زيت الزيتون واللبان وصمغ الراتنج (كالمر) وكان الملح (كلوريد الصوديوم) يستخدم كبديل عن النطرون .