"بالصور": أزياء الشتاء عند الفراعنة قمصان من الكتان وأرواب وتنانير ومعاطف جلدية

كتب: محمود العباسي

تكشف النقوش والرسومات على جدران المعابد والمقابر الفرعونية أن المصريين القدماء كانوا يرتدون ملابس صيفية في أغلب الأحوال، لكن الحقيقة أن المصري القديم كان يتكيف مع ظروف الطقس، وكان الفراعنة يرتدون ملابس مصنوعة من الكتان، حيث كانت تعتبر هذه المواد من الخامات الشائعة في ذلك الوقت.. وكانت الأزياء تتكون من قطعتين رئيسيتين وهما: الكنزة والتنورة، كما كانت هناك أحزمة وأغطية رأس وأحذية خاصة أيضا.. وهو ما نتعرف عليه معا في السطور القادمة..  

يؤكد علماء المصريات أن المصريين القدماء استخدموا الملابس الثقيلة في الشتاء للحفاظ على دفء الجسم، ولكن لا توجد تفاصيل محددة حول كيفية تصميم هذه الملابس، ومع ذلك لا يزال للأزياء المصرية التقليدية بصمة قوية في العالم المعاصر، وتظهر في العديد من التصميمات الحديثة المستوحاة من الثقافة المصرية القديمة، ومن بين الأزياء الشائعة التي تستوحي من الثقافة المصرية القديمة هي القمصان الطويلة و “التنانير” الواسعة، والتي تتميز بألوان زاهية وتصاميم هندسية تذكر بالأناقة الكلاسيكية للفراعنة. كما أن الإكسسوارات الشائعة مثل الخواتم والقلادات والأساور غالبًا ما تكون مزينة برموز مصرية قديمة مثل الأهرامات.

كما كان لدى الفراعنة العديد من الأزياء الخاصة بالمناسبات الرسمية والاحتفالات، والتي تتميز بالفخامة والأناقة اللافتة. وكانت تتميز هذه الأزياء بالأقمشة الفاخرة مثل الحرير والذهب والفضة، وتتزين بالأحجار الكريمة والزخارف الجميلة. ومن الثابت أن الفراعنة في الأشهر الباردة كانوا يرتدوا ملابس مصنوعة من الكتان الثقيل أو الصوف، فضلا عن ارتداء معاطف طويلة وفساتين مصنوعة من الفرو الحيواني.   

ويشير عبدالبصير إلى أن الطبقة العامة كانت ترتدي ملابس عادية حتى تؤدي مهامها. وكانت طبقة الخادمات في الحفلات والولائم ترتدي ملابس شفافة تستر العورة فقط، شيء أشبه بالبكيني الآن. وكن يرقصن للنساء، وليس للرجال. وكان رقصهن يتم في مجتمع نسائي للترفيه عن النساء فقط. وكانت أغلب ملابس الفراعنة تُصنع من الكتان الذي كان يعتبر الأفضل في مصر القديمة. ولم تكن هناك أنواع أخرى منتشرة مثل القطن الذي دخل في عهد محمد علي، أو الحرير. أما الصوف فاعتبره القدماء المصريين “نجسًا”. كما استخدموا الكتان في لفائف التحنيط الخاصة بالمتوفى. واستطاعوا التفنن بشكل عام في ألوان الملابس مثل صبغها من نبات النيلة ليعطيها اللون الأزرق. وأيضًا كانوا متميزين في الرسومات على الأزياء والتطريز والنقوش وغيرها. كما كان لديهم خياطون للملابس. وكان البلاط الملكي مليئًا بالكثير من تلك الشخصيات.

حيث يؤكد د. حسين عبدالبصير، مدير متحف الآثار- مكتبة الإسكندرية، في دراسة له أن الأزياء في مصر القديمة كانت شيئًا في غاية الأهمية. وكانت ملكات الفراعنة ترتدين ثوبين، واحدًا فوق الآخر. وكن يرتدين في الجزء الأسفل ثوبًا فضفاضًا طويلاً أو شفافًا. وعلى سبيل المثال كانت الملكة نفرتاري ترتدي ملابس بيضاء طويلة. وكان هناك حزام حول زيها. وكان من فوق ذلك رداء ذو حمالتين أو ذو كمين طويلين أو قصيرين. وأحيانًا كن يلبس فوق الرداء “روبًا” له كُم طويل ومفتوح. وظهرت الملكة نفرتيتي، زوجة أخناتون، في تمثال لها في متحف اللوفر بفرنسا بشكل مجسم بدرجة كبيرة، وملابسها شفافة للغاية. كما يوجد على التمثال “تكسيرة” بشكل طولي وعرضي؛ وذلك بسبب دعوة الملك أخناتون الدينية الجديدة التي كانت تقوم على تقديس الإله آتون والديانة الشمسية في شكل قرص الشمس، وكانت تمنح علامة الحياة، وتصل الحياة إلى الشعب عن طريق الملك. وبسبب التأثر بالديانة الشمسية جعلوا الملابس النسائية تشبه أشعة الشمس على جسم الملكة نفرتيتي وبناتها. وكان عندها ست بنات ارتدين مثل هذه الملابس. وحدث هذا في فترة الملك أخناتون فقط.

ويضيف عبدالبصير أن الرجال فكانوا يرتدون ملابس مختلفة عن النساء، فوق الركبة، وكانت أشبه بـ “الشورت” الحديث. وكانوا يصنعونها من الكتان من قطعتين يربطهما حزام جيدًا. وبالنسبة للجزء الأعلى للرجل، فكان عاريا. وكانت تلك هي ملابس الرجال سواء من الملوك أو النبلاء، ولكن كان الملك يكتب اسمه الخاص به في خرطوش فوق ملابسه. أما في فصل الشتاء، فكان الرجال يرتدون طبقات من الملابس تغطي جسدهم من الأعلى. وكان للكهنة أشياء إضافية من الجلد يضعونها فوق ملابسهم على الكتف. وكانت ملابسهم طويلة. وكانوا يحلقون الشعر حتى لا تكون به أية حشرات. وكان الكهنة المصريون القدماء على درجة عالية من النظافة، وكانوا يستحمون مرتين في اليوم.. وكانت سيدات المجتمع يتشبهن بالملكات ويرتدين ملابس ذات “حملات”، وأشياء تشبه الخرز، وملابس تصنع من دوائر صغيرة، وأحيانًا أخرى من السلك. وكان الفراعنة يصنعون ملابسهم بشكل متقدم جدًا. وكانوا يصنعون عقدًا أعلى الكتف بحيث كانوا يربطون بها زي النساء. وفي نفس الوقت كانت السيدة ترتدي شالاً فوقه. وكان من الممكن أن يكون الشال طويلاً، يغطي الجسم أو يغطي الكتف.