أسرار مستحضرات التجميل في مصر القديمة.. الفراعنة عرفوا الكحل والآيشادو وأحمر الشفاه

إعداد: هاجر عامر

كان المصريون يؤمنون بأن المكياج له قوى علاجية سحرية، وفي الواقع لم يكونوا مخطئين تماماً، فالأبحاث في العصر الحديث أظهرت أن مستحضرات التجميل المكونة من الرصاص على سبيل المثال كانت تقي من أمراض العيون المعدية.. وكان المصريون القدماء من أوائل الشعوب التي عممت فكرة تزيين وجه المرأة بالمساحيق والأصباغ، ويُظهر أحد الأقنعة المكتشفة أن الفراعنة لجأوا لهذا الأسلوب منذ حوالي ٤ آلاف عام، وانتشرت تلك المساحيق على نطاق واسع وبمختلف الألوان وكان أشهرها اللونين الأخضر والأسود.. والآن نصحبكم في جولة حول أسرار مستحضرات التجميل عند الفراعنة:

"الكُحل"

من أهم مستحضرات التجميل عند المصريين القدماء، كان الرجال والنساء يقومون بطحن بعض أنواع الصخور وتحويلها لمادة تسمى كحل (نفس الكحل المعروف)، وكانوا يضعون الكحل حول العين مع تحديد الحاجبين بمادة مصنوعة من الخشب والعظام والعاج.. وكان يتم إنتاج الكُحل عن طريق طحن العناصر الطبيعية من “الغالينا” و”الملكيت”، والمكونات الأخرى في مسحوق ثم خلطها بالزيت أو الدهون، وكان يتم تخزين هذا الكحل في أواني حجرية أو قشرية ويتم الاحتفاظ بها في علبة من الخشب أو العاج أو الفضة أو غيرها من المعادن الثمينة.. وكان الكُحل مُكلفا للغاية ومُتاحاً فقط للطبقات العليا، ولكن يبدو أن طبقة الفلاحين كان لديها البديل الخاص بها والأرخص من مستحضرات التجميل.

طلاء الوجه

هو بمثابة كريم الأساس في هذا الوقت، حيث كان يتم صنعه من حجر “التلك” الذي كان يُسحق، ويتم مزجه بالمواد الدهنية كدهن النعام وعسل النحل، مع خلط مسحوق أبيض من الحجر الجيري ببعض المواد الدهنية ليبقى فتره طويلة على الوجه.

الآيشادو الفرعوني

عرف المصريون القدماء “ظل الجفون” أو ما يعرف بالآيشادو، فقد صنعه المصري القديم من سحق معدن “الملاخيت الأخضر” وخلطه مع الدهون الحيوانية والزيوت النباتية.

صبغة الشعر والباروكة

أول من عرف صبغة الشعر هم المصريون القدماء، فقد صبغوا شعورهم باللون الأحمر المستخرج من قشر الرمان، واللون الأصفر المستخرج من نبات القرطم، واستخرجوا من نبات الميموزا اللون البني، وعرفوا أيضا كيفية تثبيت الألوان من بذور شجرة السنط ومسحوق “الشبه”، ولم يكتفوا بهذا بل صنعوا الشعر المستعار أو “الباروكة” وكان لها دور في الجاذبية والإغراء والتأثير، وكان يتم صبغ الباروكة في بعض الأحيان مثل باروكة إحدى أميرات الدولة الحديثة، حيث صبغت باللون الأخضر وكان هذا اللون نتيجة خلط  صبغة “النيلة” و”العصفر”، كما أنهم توصلوا لبعض الزيوت للعناية بالشعر كزيت الزيتون، وزيت الخروع لعلاج الصلع والذي يساعد على كثافة الشعر وإنباته، وكذلك أوراق الخس التي كانت ترمز لإله “مين” إله الخصوبة، ووضعوا الخبز المخمر على فروة الرأس بعد تبليله للتخلص من قشرة الشعر، وعثر في المقابر على “جِرار” تحتوي على دهان للشعر عبارة عن مزيج من شمع العسل والراتنج.

العطور

كان العطر الأكثر شعبية وشهرة هو “الكيفي”، وكان مصنوعا من اللبان والمر والمَصْطَقَي ومن صمغ الصنوبر والرَاتينَج والقرفة والهيل والزعفران ونبات العَرعَر والنعناع، وغيرها من الأعشاب والتوابل.. وكان هذا العطر قويا للغاية، وكانت مزيلات العرق تُصنعُ بنفسِ طريقة العطور، وغالبًا ما كانت نفس الوصفة المطبقة . ومع ذلك، كان هناك عدد من الوصفات لمزيلات العرق لمنتجات أقل عطرية من العطور. وكانت إحدى الطرق المدرجة هي خلط بيضة النعام والمكسرات وعظم ظهر السلحفاة المطحون مع الدهون، ومزجها في كريم، وتدهن على ذراعي المرء وجذعه وساقيه للحصول على مزيل عرق خال من الرائحة. وقد أشارت بردية “هيرست” إلى خلط الخس والمر والبخور ونبات آخر (اسمه غير معروف) وفرك العجينة على الجسم لمنع رائحة العرق. كما تم استخدام العصائر من الفواكه، مختلطة مع اللبان أو غيرها من التوابل مثل القرفة.

مرطبات الجلد

تم استخدام مساحيق معينة من الكريمات والزيوت للحفاظ على مظهر الشباب ومنع التجاعيد. وكان يتم وضعها إما باليد أو بالفرشاة، وغالباً ما يتم العثور على هذه الأدوات، إلى جانب ملاعق التجميل، في المقابر المكتشفة. ويتم وضع العسل على الجلد للمساعدة في شفاء وتلاشي الندوب، وتم استخدام زهور اللوتس المسحوقة والزيت من النباتات المختلفة (مثل ورق البردي) في صنع هذه التطبيقات. بالإضافة إلى الفوائد الصحية لحماية الجلد من أشعة الشمس.  

مورد الخدود

أرادت السيدة المصرية أن تضيف اللمسة الوردية على وجهها فنجحت في تزيين وجنتيها بالمساحيق ذات اللون الأحمر، فصنعت  مادة حمراء، وأضافت إليها صمغ الراتنج، الذي كان شائع الاستعمال في هذا التوقيت، وتفننت في وضعه على العظمتين البارزتين بالوجه بطريقة تظهرها وكأنها وردة على غصن.

أحمر الشفاه

نجحت المرأة المصرية في الوصول إلى أحمر الشفاه، عن طريق صحن “المغرة الحمراء” وخلطها ببعض الزيوت النباتية والشحوم الحيوانية حتى يعطي اللون المناسب ويعد أيضا مرطبا للشفاه، و”المُغْرَة” ‏هي حجر يُستخرج منه صبغ أحمر بني مصفر، وهو صبغة أرض طينية طبيعية عبارة عن مزيج من أكسيد الحديديك وكميات متفاوتة من الطين والرمل، وكان يتم وضعه عن طريق فرشاة، بحيث تُبرز حدود الشفاه وتظهر جمالها، وهي الطريقة المتبعة الآن.