لماذا لا تقترب الحشرات من مقابر ومعابد المصريين؟

تقرير: محمود فوزي العباسي

في العصور القديمة، احتفظ المصريون القدماء بالموتى في مقابر ومعابد مزينة بأشكال مختلفة من الحشرات والحيوانات والنباتات. ومع ذلك، كانت هناك ملاحظة مثيرة للاهتمام بأن الحشرات تتجنب هذه المناطق.. فما هي الأسباب؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الحشرات تتجنب المناطق المحيطة بالموتى، بسبب تأثير رائحة الجثث والروائح الكيميائية الناجمة عن تحللها، مما يجعلها غير ملائمة للعيش في هذه المناطق. ويصف العلماء هذه الظاهرة بـ “التنافر الكيميائي”، حيث يعمل هذا التأثير على تثبيط النمو الحشري وتكاثره.

 

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر المواقع المحيطة بالموتى موطنًا غير مناسب للحشرات، حيث تتعرض للحرارة والرطوبة العالية والعوامل الجوية الأخرى التي تمنع نموها. علاوة على ذلك، يعتبر القدماء المصريون الحشرات من الكائنات الدنيئة والمدمرة، وكانوا يتخذون إجراءات صارمة للحد من وجودها في المعابد والمقابر.

ويقول الباحث الأثري محمد فتحي إن القدماء المصريين كانوا يستخدمون بعض الأعشاب والزيوت الطبيعية في المقابر والمعابد للحفاظ على جسد الميت، والتي قد تحتوي على مواد كيميائية تؤثر على الحشرات وتمنعها من الاقتراب من الموتى. ويذكر أيضًا أن القدماء المصريين كانوا يستخدمون النقوش والتماثيل الحجرية لتصوير الحشرات والكائنات الحية الأخرى، وربما كان ذلك يحمي المكان من تواجد الحشرات الحقيقية. ولكن بشكل عام تبقى هذه الظاهرة غامضة بعض الشيء، ولا يزال البحث جاريًا لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا التنافر الكيميائي الذي يمنع الحشرات من الاقتراب من مقابر ومعابد المصريين القدماء. ومع ذلك، فإن هذا الموضوع يثير الاهتمام والتساؤلات حول تأثير الروائح والكيماويات على الحشرات وعلاقتها بالمواقع الأثرية والتاريخية.