بروفايل.. مشوار حياة الدكتور سليم حسن عميد علم المصريات

تقرير: عبدالرحمن حسني

على الرغم من موقعه العلمي الفريد كعميد لعلماء الآثار المصريين، حيث كان أول مصري يتولى رئاسة المتحف المصري، إلا أن الكثيرين لا يعرفون كمن هو الدكتور سليم حسن ، صاحب موسوعة مصر القديمة والاكتشافات الأثرية القيمة، فقد ولد بقرية ميت ناجي بمركز ميت غمر عام 1887 وتوفي عام 1961.

كان الدكتور سليم حسن واحدا من أقوى المدافعين عن الآثار المصرية، لدرجة أنه وقف في مواجهة الملك فاروق نفسه ضد بعض قراراته، ووقتها قال فاروق: “هو الفلاح ورايا ورايا !”. وكانت رحلة حياته حافلة بالكفاح، فقد حصل على شهادة البكالوريا عام 1909 لينضم إلى مدرسة المعلمين العليا. ونظرًا لتفوقه في التاريخ، فقد تم اختياره لاستكمال دراسته في قسم الآثار الملحق بالمدرسة، ليتخرج عام 1913بدرجة دبلوم الدراسات الأثرية واللغة المصرية القديمة.

بعد ذلك التحق بالمتحف المصري ليعمل مساعد أمين عام 1921. وفي العام التالي سافر في رحلة إلى أوروبا شملت فرنسا وإنجلترا وألمانيا. وكتب حينها مقالات في جريدة الأهرام تحت عنوان “الآثار المصرية في المتاحف الأوروبية” كشف فيها عن حقائق نهب الآثار المصرية منها “رأس نفرتيتي” والتي وجدها معروضة بمتحف برلين. بعد ذلك التحق سليم حسن بجامعة السوربون الفرنسية للحصول على دبلومتين في اللغة والدين في مصر القديمة، وهو الأمر الذي جعل كلية الآداب بجامعة القاهرة تستدعيه للتدريس هناك، وارتقى إلى المراتب العلمية حتى وصل إلى درجة أستاذ.

 

وفي عام 1928 شارك مع عالم الآثار النمساوي يونكر في أعمال التنقيب في منطقة الأهرامات حتى عام 1939. وبفضل جهوده المتميزة تم تعيينه وكيلًا عامًا لهيئة الآثار المصرية، ليكون أول مصري يتولى هذا المنصب. ونجح وقتها في استعادة مجموعة من القطع الأثرية التي كانت بحوزة الملك فؤاد الأول، وحاول نجله الملك فاروق إعادتها بدعوى أنها من ممتلكات والده، لكن سليم حسن رفض تسليمها له. مما عرّضه لمضايقات شديدة أدت به إلى ترك المنصب عام 1940.

وفي عام 1954، عينه الرئيس جمال عبدالناصر مستشارًا له ورئيسًا للبعثة المكلفة بدراسة تأثير مشروع بناء السد العالي على آثار النوبة، وأشرف على أعمال التنقيب في هيئة الآثار عام 1958، وجرد الآثار بالمتحف المصري عام 1959.

وفي عام 1960، تم انتخابه بالإجماع عضوًا في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من 1500 عالم من 75 دولة. بخصوص الحفريات والحفريات التي قام بها سليم حسن بين عامي 1928 و 1939 ، أحصتها الدكتورة ضياء أبو غازي ، أول سيدة ترأس المتحف المصري ، ونشرت قائمة بها في حوليات هيئة الآثار المصرية عام 1964. وقد بلغ عدد الحفريات التي قام بها حوالي 171 عملاً. وأهمها الحفريات التي قام بها في منطقة الأهرامات، والتي أدت إلى العديد من الاكتشافات، منها  قبر “رع وأور” الذي اكتشفه جنوب أبو الهول، وكذلك قبر “الملكة خنتكاوس” آخر ملوك الأسرة الخامسة، وأطلق عليها سليم حسن “الهرم الرابع”. كما كشف عن مقابر أبناء “الملك خفرع”، بالإضافة إلى المئات من القطع الأثرية والتماثيل وقوارب الشمس الحجرية من “خوفو” و “خفرع”.