"بروفايل": الحكيم "أيمحوتب".. طبيب الفراعنة والأب الروحي للحضارة المصرية

كتب: حبيبة إيهاب

أول ‍‍‍‍‍‍‍‍‍من أدرك المعنى الحقيقي للخلود.. بهذه العبارة اختار لورد كلارك” صاحب أشهر كتاب وبرنامج وثائقي عن الحضارة، أن يصف الحكيم “أيمحوتب” الأهمية التاريخية والحضارية لواحد من أهم الشخصيات الفرعونية في تاريخ مصر القديمة.

ولد أيمحوتب في عنخ – تاوى في منف، وتزوج من أنبت – نوفرت وأنجب منها ولداً اسماه رع – حتب. والذي صار بعد ذلك مهندساً معمارياً مرموقاً. وأيمحوتب كان ولم يزل لغزًا كبيرًا لعلماء الآثار والمصريات، حيث لم يستطع أحد حتى الآن العثور على مقبرته على الرغم من تأثيره الكبير في الحضارة المصرية القديمة، وفكره الحكيم الذي لم يزل حتى الآن باقيًا عبر الأزمان. وأمضى عالم المصريات البريطاني “أيمرى” سبع سنوات في البحث عن مقبرة أيمحوتب في سقارة وللأسف لم يجدها. 

تؤكد الدكتورة مرفت عبد الناصر، صاحبة أول قرية فرعونية في مصر بمحافظة المنيا، في كتابها “إيمحوتب الطبيب الذي بني أول هرم”، أن اسم أيمحوتب يعني “من يأتي في سلام ليخفف آلام المصريين”، كما تنعته العبارات المحفورة على جدران معبد إدفو”عظيم الأطباء”، ويوصف في معبد الدير البحري بأنه “ذو الأصابع الذهبية”، “والذي يشفى بمهارته المريض” بمعبد إسنا، “والذي يهب الصحة لنا من جديد” في معبد فيلة – وفقًا لم سرده الكتاب .

وأيمحوتب، يعتبر المهندس المعماري الأول في مصر القديمة وكذلك الحكيم الأشهر في تاريخ الحضارة المصرية، وهو وزير الملك زوسر من الأسرة الثالثة وواحد من المستشارين السياسيين للقدماء المصريين. وهو الذي بنى هرم سقارة المدرج، ليصبح أول من بنى هرمًا في تاريخ المصريين القدماء.

وكان لظهور ايمحوتب أثر كبير في تطور العمارة المصرية القديمة. بدلاً من المباني القديمة المكونة من الحجر والخشب.

وتعود الدكتورة مرفت عبد الناصر في كتابها لتصف أيمحوتب المهندس، فتقول: “ولما التعجب!، ألم يكن هو أول من تعامل مع الحجر، فصنع منه أول بناء حجري في التاريخ ـ هرم سقارة العظيم – أول الأهرامات، فكان إيمحوتب بذلك أيضًا أبا لكل المعماريين!”.

وتسرد مرفت عبد الناصر، أنه في سنوات جف فيها النيل وهدد الفقر والجوع الأراضي المصرية ذهب إيمحوتب إلى جنوب الوادي ليعرف من أين ينبع هذا النهر ويدرك أسباب انخفاضه، أي أن أيمحوتب – تبعا لتلك الأسطورة- كان أول من حاول استكشاف منابع النيل منذ آلاف الأعوام قبل مستكشفي القرن التاسع عشر من البريطانيين أمثال لفينجستون وسبيك!،

وكتب أيمحوتب كثيرا في الطب والأدب والعمارة، وكان اسمه يذكر دائما مع أهم كاتبي عصره مثل كاجمني وبتاح حوتب، واستمرت أقواله المأثورة وحكمه على لسان المصري حتى القرون الميلادية الأولى.