باحث أثري: أغلب البرديات تعرضت للحرق من أجل التدفئة أثناء القرن الخامس الميلادي!

تقرير: زياد كرم

“البرديات” تُعد واحدة من أهم كنوز الحضارة المصرية القديمة. حيث تحفظ بداخلها أسرار وعلوم وفنون هذه الحضارة العظيمة. وقد تعرضت الكثير من هذه البرديات للحرق والسرقة والتهريب خارج مصر.  

يحكي لنا د.مجدي شاكر، كبير الآثاريين بوزارة السياحة والآثار، أن البردي هو نبات مصري قديم، وقد توصل المصري القديم لإمكانية استخدامه في صناعة الورق، وكان المصري القديم يستخدم عودا رفيعا من الغاب ومدبب السن، ويغمسه في حبر أسود أو أحمر ليكتب به على الورق، وقد ترك المصريون القدماء أعدادا لا تحصى من البرديات لكنها تعرضت للحرق والإتلاف العمدي، ففي القرنين الرابع والخامس تم استخدام البرديات في التدفئة. وكانوا يقومون بحرقها لأنهم لم يعلموا قيمة ما هو مكتوب بها. لكن عندما جاءت الحملة الفرنسية لمصر بقيادة نابليون بونابرت كان يعلم جيدا أهمية الحضارة المصرية القديمة والبرديات لذلك جاء ومعه ١٦٨ عالم وأسس أول مجمع علمي.

وأكد د مجدي شاكر أن الحملة الفرنسية فشلت عسكريا، ولكنها لم تفشل علميا فبعد فك رموز حجر رشيد من قبل شامبليون وتم ترجمة جميع الكتابة المصرية القديمة، من هنا جاء أهمية البرديات التي كانت تحمل الكثير من علوم الدين والرياضيات والهندسة والطب. لكن الكثير من البرديات تم سرقتها بعد معرفة الكتابة لأنها تحمل الكثير من الأسرار الفرعونية وأن معظم البرديات المصرية توجد خارج مصر. ومنذ سنوات تم الكشف عن ٥ آلاف بردية في أحد المتاحف الأمريكية موضحا أن جميع برديات الملك توت عنخ آمون تم سرقتها من قبل كارتر مكتشف مقبرة الملك الذهبي كما ذكر في كتاب سرقة ملك مصري للكاتب محسن محمد.

وأكد شاكر أن البرديات المصرية مليئة بالعلم والطب والهندسة، وكان المصري القديم ينشيء مكتبة بجانب كل معبد للحفاظ على البرديات قائلا: “مع كل أسف معظم البرديات المصرية خارج مصر يستفيد من علمها الغرب أو تم حرقها للتدفئة زمان “.