الأشعة المقطعية تكشف أسراراً جديدة في حياة الملك رمسيس الثاني

كتب: نرمين إبراهيم

الملك رمسيس الثاني، أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الفرعوني، فهو أقوى الملوك الذين حكموا مصر على مر التاريخ، ولد سنة ١٣٠٣ ق. م، وعينه أبوه (سيتى الأول) وليا للعهد وعمره ١٤ سنة، ووصل لمنصب الفرعون وعمره عشرين سنة، وعاش لعمر ٩٢ سنة ودفن في مقبرة من مقابر وادي الملوك.

وربطت روايات عدة  اسم رمسيس الثاني بفرعون موسى الذي عاش في زمن سيدنا موسى ومات غرقًا في البحر، لكن أثريون قللوا من صحة هذه الروايات بأدلة أثرية. حيث قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الآثاريين بوزارة السياحة والآثار، إنه بعد دراسات عدة ثبت أن الملك رمسيس الثانى ليس هو فرعون نبى الله موسى، فلوحة النصر للملك مرنبتاح الموجودة بالمتحف المصري – ومرنبتاح هو ابن رمسيس الثانى الذى خلف أباه على العرش- تذكر أنه قد ضرب بنى إسرائيل ولم تعد لهم بذرة أى لا وجود لهم، وعندما كتب اسم إسرائيل بالهيروغليفية كتبها بمخصص قبلية وليس شعب مستقر، وقد حكم مرنبتاح فترة ما بين عشر سنوات أو ثلاثة عشر على أقصى تقدير، وكان بنو إسرائيل فى هذه الفترة القصيرة التى حكمها فى فترة التيه أربعين سنة فى سيناء، وبهذا تنفى لوحة مرنبتاح أن يكون خروج بنى إسرائيل قد تم فى عهد أبيه رمسيس الثانى.

كما توفى رمسيس الثانى فى سن الثانية والتسعين، فهل يستطيع رجل فى هذه السن المتقدمة أن يقود عجلته الحربية ويتتبع بنى إسرائيل من العاصمة حتى مكان الغرق فى البحر؟

ومن جانب آخر، تمكن مشروع علمي مشترك قاده باحثون من مصر وإنجلترا، من دراسة مومياء رمسيس الثاني التي لم يتم دراستها رقميا من قبل. ووفقًا للدراسة المنشورة، استخدم العلماء صورًا مقطعية سابقة لمومياء الفرعون وطبقوا عليها برامج تحليلية للتفريق بين الجمجمة والمواد الأخرى المستخدمة أثناء عملية التحنيط وإنتاج صور ثلاثية الأبعاد للجمجمة.

 وأعيد بناء الوجه باستخدام القياسات المصرية لطبقات عضلات الوجه، وحدد البرنامج خصائص طبقات المواد المختلفة على وجه المومياء ، مثل ضمادات الكتان العلوية.

وتشرح الدكتورة سحر سليم، أستاذ الأشعة القديمة بكلية طب قصر العيني، جامعة القاهرة، هذه الخطوة علميًا، فتقول إن الأعراق المختلفة لها قياسات خاصة في الوجه ساعدت في التوصل لشكل رمسيس الثاني. وأضافت أن النهج الأكثر علمية هو استخدام قياسات من مجموعة سكانية قريبة، ثم عكس خبراء التصوير عملية الشيخوخة وكشفوا عن وجه الحاكم في سن أصغر، ربما في عمر الشباب.

والعجيب في الأمر أن الدكتورة سحر سليم مبتكرة النموذج ثلاثي الأبعاد للجمجمة قالت إن حاكم مصر رمسيس الثاني كان وسيم جدًا، ويشبه المصريين في ملامحه.