حضارة مصر المنهوبة في المتحف البريطاني: 110 آلاف قطعة أثرية مسروقة!

كتبت: حبيبة إيهاب

تكشف بيانات المتحف البريطاني بالعاصمة البريطانية لندن أنه يمتلك أكبر مجموعة في العالم للآثار المصرية خارج مصر، حيث تضم ما يزيد عن 110 آلاف قطعة أثرية، تشمل آثاراً ومقتنيات ترجع لمختلف الفترات والعصور في تاريخ مصر، وتمثل كل جوانب ثقافات وادي النيل في المملكة المصرية (بما في ذلك النوبة)، من فترة ما قبل الأسرات في العصر الحجري الحديث (حوالي 10 آلاف قبل الميلاد) مروراً بالعصور القبطية (القرن 12 ميلادي)، وحتى يومنا هذا، أي أن الآثار المصرية الموجودة في المتحف البريطاني تغطي فترة تبلغ قرابة 11 ألف سنة من تاريخ مصر.. التقرير التالي يُلقي الضوء على جانب مهم من تاريخ النهب الاستعماري لمصر:

تشكل الآثار المصرية جزءاً هاماً من مجموعة المتحف البريطاني منذ تأسيسه، فقد تأسس المتحف عام 1753 ميلادية اعتماداً على مجموعات أثرية جمعها السير هانز سلون، التي اشتراها البرلمان البريطاني وأهداها للمتحف، وكانت تشتمل هذه المجموعة على قطع أثرية مصرية جمعها سلون من زياراته إلى مصر.

أما أول مجموعة ضخمة حصل عليها المتحف من الآثار المصرية فقد جاءته في مطلع القرن التاسع عشر، بعد هزيمة الحملة الفرنسية من قبل البريطانيين عام 1801، حيث تم توقيع ما عرف بمعاهدة الإسكندرية، وبموجب هذه الاتفاقية اعتبرت كل المخطوطات العربية والتماثيل والمقتنيات الأثرية التي جمعها علماء الحملة الفرنسية أثناء وجودهم في مصر “ملكية عامة” لا تخص الفرنسيين وحدهم، وهو ما مكن القوات البريطانية من الاستيلاء على كمية ضخمة من الآثار المصرية من بينها “حجر رشيد” الشهير، وهي المجموعة التي كانت جاهزة للعرض داخل المتحف بحلول عام 1803.

وبالعودة إلى دور الدبلوماسية في الاستيلاء على كنوز الشعوب يظهر دور الدبلوماسي “هنري سالت” الذي عينته المملكة المتحدة قنصلا لها لدى مصر في العقد الثاني من القرن التاسع عشر، حيث قام الرجل بنشاط ضخم في الاستيلاء على الكنوز والآثار المصرية وشحنها إلى بريطانيا، كما استعان بالمستكشف الإيطالي الشهير “جيوفاني بيلزوني” في عمليات التنقيب والجمع -مجموعة بيلزوني تم شرائها لاحقا من قبل المتحف البريطاني ومتحف اللوفر- ومع الوقت تحول سالت إلى أشبه ما يكون بالمورد الرئيسي للآثار المصرية إلى المتحف البريطاني، وهو ما دفع إدارة المتحف في عام 1818 إلى تأسيس قسم الآثار المصرية بعد حصولها على تمثال عملاق لرمسيس الثاني، وبحلول عام 1866 كان المتحف يضم قرابة 10 آلاف قطعة مصرية، وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأت تتعاظم هذه المجموعة كنتيجة لعمليات الاستكشافات المنظمة التي قامت بها جمعية “استكشاف مصر” الإنجليزية التي تأسست عام 1880، والتي استولت على قرابة 11 ألف قطعة آثار مصرية أرسلتها لاحقا إلى المتحف البريطاني، بعدما جمعتها من عدة مناطق في مصر، أهمها تل العمارنة والدير البحري، ثم توالت عمليات النهب المنظمة خلال القرن العشرين.

وحالياً يخصص المتحف البريطاني سبع قاعات، تعرض 4% فقط من المقتنيات المصرية التي يستحوذ عليها، والتي تضم كنوزاُ مصرية لا تقدر بثمن، من بينها “حجر رشيد”، والذي كان سببا في فك رموز الكتابة الهيروغليفية، بالإضافة إلى العديد من أحجار الغلاف الخارجي للهرم الأكبر بالجيزة وجزء من لحية تمثال أبو الهول، و140 مومياء وتابوت تشكل مجموعة المومياوات المصرية الأكبر خارج مصر، و99 لوحا طينيا من ألواح “رسائل تل العمارنة” الخاصة بالملك إخناتون والتي تمثل قيمة نادرة في فهم طبيعة الحياة في مصر القديمة وعلاقاتها الدولية، هذا بالإضافة إلى مجموعة نادرة من التماثيل والمسلات التي ربما لا يوجد مثيل لها في مصر نفسها حاليا.

ووفقاً للبيانات المنشورة علي موقع المتحف البريطاني، فإن أبرز القطع الأثرية الموجودة به، تتمثل في: تمثال الملك رمسيس الثانى، ورأس أمنحتب الثالث، وتمثال أمنحتب الثالث على شكل أسد، ومقبرة ومقصورة نب آمون، وبرديات كتاب الموتى، وتماثيل المعبودات كالربة باستت، والأبواب الوهمية، ومناظر المتوفى جالساً إلى مائدة القرابين، وتماثيل الأفراد الجماعية، وغيرها الكثير من الآثار المصرية الساحرة، ومن أهمها:

  • لوحان تجميليان مع مخططات زخرفية معقدة (حوالي 3100 قبل الميلاد).
  • تمثال من العاج لملك من العصر المبكر في أبيدوس، مصر (حوالي 3000 قبل الميلاد).
  • صندل الملك دن من أبيدوس، منتصف سلالة الأسرة الأولى (حوالي 2985 قبل الميلاد).
  • لوحة للملك بر إيب سن، أبيدوس (حوالي 2720-2710 قبل الميلاد).
  • قطع أثرية من ضريح الملك خع سخموي من الأسرة الثانية (2690 قبل الميلاد).
  • تمثال الجرانيت عنخوة، بناة السفن، سقارة، مصر، الأسرة المصرية الثالثة (حوالي 2650 قبل الميلاد).
  • العديد من أحجار الغلاف الأصلية من الهرم الأكبر بالجيزة، واحدة من عجائب الدنيا السبع (حوالي 2570 قبل الميلاد).
  • تمثال قبر خشبي، الأسرة الخامسة إلى السادسة (حوالي 2345-2181 قبل الميلاد).
  • تمثال من الكوارتز من الأسرة الثانية عشرة (1985-1795 قبل الميلاد).
  • تمثال جرانيت للملك سنوسرت الثالث (1850 قبل الميلاد).
  • رأس شيست للملكة حتشبسوت (1480 قبل الميلاد).
  • رأس ضخم من تمثال لأمنحتب الثالث (1350 قبل الميلاد).
  • تمثال نصفي ضخم من الحجر الجيري لأمنحتب الثالث (1350 قبل الميلاد).
  • رسائل تل العمارنة، تم العثور على 99 من أصل 382 لوحًا، ثاني أكبر مجموعة في العالم بعد متحف فورديرازياتيش، برلين (203 ألواح) – (1350 قبل الميلاد).
  • قائمة ملوك مصر من معبد رمسيس الثاني (1250 قبل الميلاد).
  • تمثال لإله النيل حابي، الكرنك (حوالي 900 قبل الميلاد).
  • تمثال آمون على شكل كبش يحمي الملك طهارقة (683 قبل الميلاد).
  • التوابيت الداخلية والخارجية للكاهن حور، الدير البحري، الأقصر، الأسرة الخامسة والعشرون (حوالي 680 قبل الميلاد).
  • تمثال من الجرانيت لأبي الهول (680 قبل الميلاد).
  • الرقم البرونزي لإيزيس وحورس، شمال سقارة، مصر (600 قبل الميلاد).
  • تابوت حابمن، القاهرة، الأسرة السادسة والعشرون (600-300 قبل الميلاد).
  • المسلات والتابوت لفرعون نختنبو الثاني (360-343 قبل الميلاد).
  • حجر رشيد الشهير، لوحة ثلاثية اللغات (196 قبل الميلاد).
  • جزء من تمثال بطليموس على الطراز البازلتي (305-283 قبل الميلاد).
  • رأس شست لشاب من الإسكندرية (بعد 30 قبل الميلاد).
  • لوحة جدارية قبطية لاستشهاد القديسين، وادي سرجة (القرن السادس الميلادي).