باحث أثري يكشف أسرار محاكمة الموتى في العالم الآخر

كتبت: دينا منصور

كان لاعتقاد قدماء المصريين في الحساب بعد الموت، والإيمان بمبدأ الثواب والعقاب أكبر الأثر في ردع النفوس عن ارتكاب الذنوب والشر، حيث نجد أن المتوفي يؤدي امتحاناً عسيراً عما قدموه في دنياهم خيرا كان أم شراً ولن ينجح في هذا الامتحان الإلهي أصحاب الثروة والجاه والأهرامات الشاهقة والقبور الفخمة وما يقدم لأصحابها من قرابين ودعوات، وإنما سيكون النجاح فيها من نصيب أصحاب العمل الصالح وذوي النفوس الطيبة.. هكذا كان اعتقاد المصريين القدماء في الموت والحساب..  

 يقول د. سيد حسن، الباحث الأثري، كانت قاعة محاكمة الموتى في العالم الآخر تسمى باسم قاعة التحقيق  ويوجد بها أوزوريس جالساً على العرش لأنه سيد مملكة الموتي، وشقيقتاه إيزيس ونفيتس وفي وسط القاعة يوجد ميزان كبير، وخلفهم تتربص “عميت” في صورة مخيفة، وهذا حيوان عبارة عن حيوان مركب له رأس تمساح وجسم أسد ومؤخرة فرس النهر.   

وأضاف د. سيد كان يوضع قلب المتوفي المنزوع منه أثناء عملية التحنيط في كفة الميزان، وفي الكفة الأخرى تمثال صغير لماعت رمز العدالة أو يوضع بدلا منها ريشة نعام، أما النفس التي ارتكبت بعض الهفوات فلابد أن تذوق بعض العذاب وقتا ما لتطهيرها قبل دخول الجنة.

وقد ورد في كتاب الموتي حفرة من النار موضوعة تحت حراسة الآلهة الأربعة لتطهيرها في هذا المطهر ومحو هفواتها، وبعد ذلك لابد أن يتغلب علي بعض المخاطر، فيمر علي مكان فيه غرف كثيرة ومظلمة تحت مراقبة الوحوش الضارية. وقد وصف ذلك بالتفصيل في كتب الموتي التي كانوا يضعونها مع الأموات في قبورهم لتنبئهم علي هذه المهالك لاجتيازها، وإذا أثبت أن هذا الرجل بريئاً كان له الحق في الحياة في العالم الآخر أم إذا كان مخطئاً فإنه يدمر بواسطة الملتهمة ذلك الحيوان الخرافي سالف الذكر. 

واعتقدوا أيضا أن الحياة الاخري التي يعشيون فيها بعد الموت عبارة عن حقول زراعية جميلة ينمو فيها القمح والأشياء الطيبة، وتجري فيها الأنهار حيث تروي الأرض بدون شادوف وأطلقوا عليها اسم {إيارو}.