ماذا تعرف عن التقويم المصري القديم؟

كتب: حاتم محمود

ربما يكون بيننا الكثيرون الذين لا يعلمون شيئا عن التقويم المصري القديم، فهو يعد واحدا ضمن عدد ضخم من التقويمات الفلكية مثل: التقويم الميلادي، التقويم الروماني، التقويم الإسلامي الهجري، والتقويم العبري أو اليهودي، لكن التقويم الأكثر اعتمادا في وقتنا الحالي في أغلب دول العالم هو التقويم الفلكي الميلادي، وتعد الأبعاد الثقافية والاجتماعية والتاريخية والسياسية المرتبطة بالتقويمات تظل حاضرة في وجدان وأذهان الشعوب.

يعد التقويم المصري القديم الذي وضعه المصريون القدماء هو أول تقويم عرفته البشرية في التاريخ الإنساني كما انه أكثر دقه من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام، وبحسب هذا التقويم فإننا نعيش في عام 6264، وقـد ارتـبط التقـويم المصـري بمواسـم الزراعة والحصاد، والتقلبات المناخية، حتـى أن المُـزارع المصـري ظـل يعتمـد عليـه لتحديـد مواسـم الزراعـة والمحاصيل منذ آلاف السنين ويرجع تاريخ التقويم المصـري إلـى عـام 4241 قبـل الميلاد.

 

واعتمدو على التقويم القمري الفلكي حيث ظهر النجم “سبدت”او “سيروس” والمعروف في الثقافة العربية بنجم الشعرى اليمانية وما يؤكد ذلك الخريطة الفلكية بمعبد الرمسيوم بالأقصر، وخريطة الأبراج “زودياك” المرسومة في سقف مقبرة “سن-ن-موت” مستشار الملكة حتشبسوت بمعبد الأقصر، ويرجع الفضل في ذلك التقويم للحكـيم الفلكـي “تـوت” الـذي سـمي أول شهر فـي السنة على اسمه.

 

واستطاع المصريون احتسـاب السنة الشمسية فكانت 365 يومًـا و5 ساعات و49 دقيقة و45 ونصف ثانية. وقسموا السنة إلى ثلاثة فصول وليس اربعة كما هو الوضع الحالي، وهم «فصل الفيضان، وبذر البذور، وفصل الحصاد او الربيع»، ويضم كل منهم أربعة أشهر تتزامن مع ارتفاع منسوب مياه نهر النيل وانخفاضه، وقسموا السنة إلى 12 شهر اسمائهم كالتالي: (توت, بابه, هاتور, كيهك, طوبه, امشير, بارمهات, بارموده, بشنس, بؤونه, ابيب, مسرى, نسئ)، وتم تقسيم كل شهر إلى 30 يوم، ليكون مجموع الايام 360 يوم في السنة وأطلقوا عليه (التقويم التحوتي) نسبة إلى المعبود تحوت “توت” ثم اضافوا شهر صغير ” النسئ “يمثل خمسة ايام لتزيد السنة الى 365 يوما. تلك الأيام الخمسة المنسية التي ولد فيها الآلهة الخمسة (أوزورويس- إيزيس- نفتيس- ست- حورس) ثم أضافوا إليها يوما سادسا كل أربع سنوات قدموه هدية للمعبود (تحوت)، الذي علمهم الحروف والكلمات والتقويم.